
بقلوبٍ يعتصرها الألم وحزنٍ عميقٍ يغمر النفوس، تلقّت ساكنة علب آدرس نبأ الفاجعة الأليمة التي راح ضحيتها المرحوم بإذن الله محمد سالم بوبو، الرجل الذي عُرف بين الناس بصفاته الحميدة وخصاله النبيلة، وبما تحلّى به من شهامةٍ وصدقٍ وأريحيةٍ وكرم، فكان مثالًا في حسن المعشر، وطيب السيرة، ونقاء السريرة.
وفي ثلث الليل الأخير، وبين جدران دار أخيه التي اعتاد أن يؤمّها كلما قدم في رحلته العلاجية الطويلة برفقة ابنه المريض بالفشل الكلوي، تعرّض الفقيد لعدوانٍ غادرٍ جبانٍ، إذ قُتل بدمٍ باردٍ وهو في مأمنٍ ظنّه حرزًا وسكينة، فواجه المعتدين ببسالةٍ نادرةٍ وشجاعةٍ منقطعة النظير، ذودًا عن ماله وعرضه حتى آخر رمقٍ من حياته الطاهرة.
لقد كان الفقيد المعيل الوحيد لأسرته، والسند الذي تعتمد عليه العائلة في معاشها ومعاش أبنائه الصغار، فبفقده فقدت الأسرة ركنها الركين، وفقدت علب آدرس أحد أبنائها الأوفياء البررة.
وإزاء هذه الجريمة البشعة، يطالب جميع ساكنة علب آدرس، ومعهم كل محبي الفقيد – وهم كُثُر – السلطات الأمنية والقضائية بفتح تحقيقٍ شاملٍ وجادٍّ يُفضي إلى إحقاق الحق، وإنزال أشد العقوبات بالجناة، حتى يكونوا عبرةً لغيرهم.
ونهيب بجميع الشرفاء وأصحاب الضمائر الحية ووسائل الإعلام الحرة، إلى تبنّي هذه القضية لتكون قضية رأي عام، دفاعًا عن كرامة الإنسان، وصونًا للحق، وتأكيدًا أن دماء الأبرياء لن تذهب هدرًا بإذن الله.
رحم الله الفقيد رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وألهم ذويه الصبر والسلوان،
وإنا لله وإنا إليه راجعون.














