قال الله تعالى:
"إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ"
هذا وإن مما يتفق عليه العقلاء بل والبلهاء...
أن أمتنا الإسلامية اليوم تشهد غزوًا فكريا يهدم الفضيلة ويشجع الرذيلة ويحول المرء إلى بهيمة في مسلاخ بشر!
لقد جَند هذا الغزو طوابير من باعة الدين والشرف والنخوة في سوق النخاسة الغربي مقابل دراهم معدودة!
وذلك عبر قنوات العار والخنا التي تبث الفحشاء لهدم البيوت وإخراج جيل منحطٍ بليد مولع بكل ماهو غربي ولو كان على حساب دينه وقيمه...
جيل لايصلح للريادة ولا الساقة!
جيل يعشق اللهو ويهوى الميوعة والانحلال!
ولقد بتنا نرى بين شبابنا وبناتنا مايندى له الجبين وتسكب لهوله العبرات! من تعري ومجون وقتل للحياء!
إن هذه القنوات تروج لمفاسد جسام لايكابر فيها إلا من أعمى الله بصيرته.
فهي تروج للشرك بالله تعالى وعبادة الأصنام عبر مسلسلات ساقطة وأفلام خليعة منها حتى الموجه للأطفال عبر الرسوم الكرتونية! التي تعج بالشرك والفاحشة!
وهي تروج للإستهزاء بدين الله تعالى وشعائره.
وهي تروج للعقوق وتشجيع الفتاة على العلاقات المحرمة حتى ولو رفض أهلها تحت مسمى الحب والعشق والحرية!
وهي أيضا تروج لنكاح المحارم واللواط والسحاق تحت مسمى التحرر وعدم الكبت وأن هذا من الحرية الشخصية!! حتى بات اللواط والسحاق مقنن في بعض البلدان العربية!
وهي أيضا وراء التحريض على القتل والجرائم التي بتنا نشاهدها بين الفينة والفينة لأن هذه القنوات تعمل على شعار كثرة المساس تميت الاحساس!
وصدق شوقي حين قال:
(وإذا أُصـيـب القـــوم في أخـلاقـهــــم *** فـأقـــمْ عـلـيـهـــم مـأتـمـــاً وعــويــلا)
وعليه فهذه القنوات وأضرابها سلاحٌ فتاك لتدمير عقيدتنا وأولادنا وسلخنا من أخلاقنا وثوابتنا وجعلنا بهائم نعيش في مستنقع آسنٍ!!! من الفواحش والرذائل!
هيهات نبلغ مأملا من دهرنا *** مادامت الأخلاق ذات فساد
وإن الأب الذي يجلب هذا الجهاز لأبنائه وبناته كمن يشعل النار بجانب الوقود، ثم يفاجأ بالحريق!
يقول صموئيل زويمر رئيس جمعيات التنصير في خطاب له:
(إنكم إذا أعددتم نشأ لا يعرف الصلة بالله ولا يريد أن يعرفها أخرجتم المسلم من الإسلام وجعلتموه لا يهتم بعظائم الأمور ويحب الراحة والكسل ويسعى للحصول على الشهوات بأي أسلوب حتى تصبح الشهوات هدفه في الحياة فهو إن تعلم فللحصول عـلى الشهوات وإذا جمع المال فللشهوات .. إنه يجود بكل شيء للوصول إلى الشهوات. أيها المبشرون: إن مهمتكم تتم على أكمل الوجوه!!!)
إن ما يطمح إليه هؤلاء من خلال الإعلام الفاسد الذي يعتبر من أخطر الأسلحة المدمرة لبيوت المسلمين وأداة خطيرة لسلب العقول والقلوب معا!
أو عبر وسائل أخرى هو أن يحولوا المجتمع الإسلامي إلى مجتمع جنسي حيواني لا يشتغل إلا بالشهوات والتحريض على ممارستها خارج كل الضوابط الدينية والشرعية والأخلاقية.
ولله در العلامة البشير الإبراهيمي الجزائري رحمه الله تعالى حين قال:
"إن تحرير العقول أساس وأصلٌ لتحرير الأبدان وأصل له!
ومحالٌ أن يتحرر بدن يحمل عقلاً عبدًا!"