غزواني لا اتول.. الضربة التي ينبغي أن توجع أكثر وبشفافية أكبر- موقع الفكر

يوم الإقالات الواسعة، شمل ثلاثين شخصية من بينها عشرة  كاملة لم تعد تشغل وظائف رسمية، لكنها ستشغل على ما يبدو حيزا من فراغ الجدل السياسي والقانوني بشأن الحرب على الفساد.

هي على ما يبدو أكبر وأقوى ضربة نفذها الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني بعد سنوات من التعايش مع الفساد والمفسدين، كما يقول خصومه ويعترفون له اليوم أنه بدأ يضرب في مكان الوجع من جسد الوطن المنهوب..

لايهم إن كان صحيحا أن تقرير محكمة الحسابات تحدث عن 450 مليار، أو أن المبالغ أقل من ذلك الحجم بالنصف، لكن ليس صحيحا أيضا أن هذا العدد القليل هم وحدهم من ينبغي أن يطالهم الحساب، وأن يطال العقاب من ثبت منهم أنه أضر بالمصالح والمال العام، وما يزال في الصحيح والحقيقي نقص شديد يجب استكماله.

لا يمكن قراءة حجم الفساد إلا من خلال حجم الإخفاق الذي لا يخفى على أحد، وحجم التباين الشديد مع الطموحات المعلنة لرئيس الجمهورية وبين التنفيذ على أرض الواقع حيث البون شاسع بين ما كان يبنغي أن يكون وبين ماهو كائن أو لم يكن أصلا في أكثر الحالات.

تحتاج الدولة اليوم إلى الضرب بيد من حديد عادلة، وإلى استرداد الأموال المنهوبة، بل تحتاج أكثر إلى إعلان سياسة للتحلل من المال العام، وفتح الباب أمام الساعين للتخلص مما نهبوا بشكل هادئ، بالتوازي مع العمل الجاد والحازم والحاسم لقمع الفساد ومحاسبة المتورطين فيه، وأن يكون الإجراء شاملا وعادلا وحازما يطال كل الوزرات والمؤسسات العمومية من وزارة الثقافة إلى وزارة التربية وما بينهما من مؤسسات تسير المال العام ومن تجمعات محلية، فلما لم تنشر المحكمة تقريرا واحدا عن بلدية تفرغ زينة أو عن وزارة الثقافة أوعن مستشفى الصداقة وغيرهم من المؤسسات على سبيل التمثيل لا الحصر ، وتلك التي نسمع عنها دون أن نحصل على نتيجة عمل محكمة الحسابات.. حتى يكون التفتيش جديا وشاملا وكاملا..

لقد دفع الشعب الموريتاني ثمن الصبر على الفساد، وآن له أن يستعيد بعض ما دفع من تنميته وكرامته، وسمعته، يمكنه الآن بشيئ من الإرادة أن يستعيد حياته، وصحته وتعليمه المنهار، وعدالته المضطربة، يبنغي ويمكن أن تظهر آثار المال العام في منشآت قوية، ووطن كريم وعدالة شامخة، وفرص تشغيلية هائلة متاحة للناس جميعا وبلا استثناء لا أن تكون دولة بين أسر ومجاميع خاصة من أركان الصداقة والزبونية..

إنها اللحظة التاريخية التي ينبغي للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني تحملا للمسؤولية وأداء لالأمانة وعهدا مع التاريخ أن يخلص فيها البلاد من الفساد، وأن يستعيد لموريتانيا أموالها المنهوبة، فهل سيكون على قدر التحدي..

لنقف جميعا خلف الرئيس في هذه المساعي النبيلة ولنهتف جميعا.. إلى الأمام.. غزواني لا اتول.