
إبراهيم (اسم مستعار) غادر غينيا منذ ست سنوات بحثًا عن حياة أفضل. هذا الشاب الغيني البالغ من العمر 23 عامًا سافر عبر الجزائر وليبيا وتونس على أمل عبور البحر الأبيض المتوسط والوصول إلى أوروبا.
خلال رحلته، واجه إبراهيم أكاذيب وخداع المهربين في كل مرحلة، سواء في الصحراء أو في البحر.
يقول إبراهيم: "الأكاذيب تبدأ منذ اللحظة التي نغادر فيها بلادنا. ذهبت إلى باماكو بمفردي، وهناك يبدأ الاتصال بشبكات المهربين. بعض المهاجرين يدفعون كامل مبلغ الرحلة مسبقًا، لكن عند وصولك إلى غاو، يُطلب منك دفع 40 ألف فرنك إضافية بحجة أن المهرب لم يستلم المال، وإذا أردت متابعة رحلتك، عليك الدفع مرة أخرى."
على طول الطريق، يستمر الخداع. فمثلاً، للذهاب من غاو إلى الجزائر، قد تدفع في البداية حوالي 90–100 ألف فرنك، لكن في النهاية يصل المجموع إلى 300 ألف فرنك للوصول إلى شمال الجزائر. أحيانًا يُترك المهاجرون في الصحراء على بعد مئات الكيلومترات، ويُطلب منهم دفع مبالغ إضافية للمتابعة، ضمن شبكة منظمة من المهربين.
"من الجزائر إلى ليبيا"
يوضح إبراهيم أن المهربين لا يشرحون تفاصيل الرحلة ويطمئنون المهاجرين بأن الوصول سيكون سريعًا وآمنًا، لكن الواقع مختلف تمامًا. يستخدمون عدة سيارات، وتستمر الرحلة عدة أيام، ويُخفى المهاجرون في صناديق أو تحت أغطية بلا ماء أو طعام. أحيانًا يُتركون في الصحراء أو يُحتجزون في سجون سرية أو يتعرضون لهجمات بعد عبور الحدود.
في تونس، يروي إبراهيم أسوأ حالات الغش: يدفع المهاجر 500 يورو، عبر وسيط للعبور، لكن عند الوصول إلى المخيمات قرب الشاطئ، يكتشف أن المال لم يُرسل للمهرب، والوسيط يختفي تمامًا.
و يؤكد ابراهيم أن عبور البحر الأبيض المتوسط كان الأكثر خطورة وخداعًا. يزعم المهربون استخدام قوارب كبيرة ووجود عدد قليل من الركاب، لكن الواقع قوارب مطاطية صغيرة ومكتظة بأكثر من 100 شخص. ويضيف : "تُفرض رسوم مقابل سترات النجاة، لكن غالبًا لا توجد على القوارب. حتى إذا كان المهاجر خائفًا، يُجبر على الصعود تحت تهديد السلاح" .
ويختتم إبراهيم: "المهربون يأكلون أموالكم، ولا يمكن الوثوق بهم."
رابط المقال:
https://www.infomigrants.net/fr/post/68022/sur-la-route-les-passeurs-man...














