
تشهد منطقة الساحل الإفريقي تصعيدًا غير مسبوق في الهجمات الإرهابية مع تمدد نفوذ جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بتنظيم القاعدة، وتنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى.
فقد امتدت العمليات المسلحة التي كانت تتركز في مالي والنيجر وبوركينا فاسو إلى نيجيريا، حيث قُتل جندي في أول هجوم تشنه الجماعة داخل البلاد، ما يؤشر إلى اتساع نطاق خطر الإرهاب غرب القارة.
وتشير تقارير أمنية إلى أن عدد الهجمات في الساحل ارتفع من أقل من 1.900 عام 2019 إلى أكثر من 5.500 عام 2024، فيما تجاوز عدد الضحايا 77 ألف قتيل منذ ذلك الحين. كما يفرض المتشددون حاليًا حصارًا على إمدادات الوقود نحو مالي، ويسيطرون مع تنظيم الدولة على نحو نصف الأراضي خارج العاصمة واغادوغو، بينما امتدت عملياتهم إلى شمال النيجر وجنوب الجزائر وحتى بنين.
ويرى محللون أن النهج العسكري الصرف لتحالف دول الساحل (AES) فاقم من دوامة العنف، خاصة بعد طرد القوات الفرنسية والأمريكية واستقدام المرتزقة الروس من مجموعة فاغنر (المعروفة الآن باسم "فيلق إفريقيا"). وبدل أن تحقق هذه الخطوات الأمن، أدت إلى توسع الجماعات المسلحة، وتدهور الوضع الإنساني في المناطق الحدودية.
ويحذر الخبراء من أن استمرار هذا المسار قد يجعل **مالي أول دولة إفريقية تخضع فعليًا لتنظيم القاعدة**، سواء عبر سيطرة مباشرة لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين أو من خلال فرض حكومة موالية لها في باماكو. وفي ظل عجز الأنظمة العسكرية في الساحل عن معالجة الأسباب العميقة لانعدام الاستقرار، مثل الفقر والتهميش وضعف مؤسسات الدولة، يبدو أن مستقبل المنطقة يسير نحو مزيد من التعقيد والغموض.
رابط المقال:
https://adf-magazine.com/fr/2025/11/les-attaques-terroristes-se-propagen...














