موريتانيا: "حياد ورصانة" في قلب الوساطة بين المغرب والجزائر

دعا المنتدى المغاربي للحوار موريتانيا وتونس وليبيا للمشاركة الفاعلة في جهود المصالحة بين المغرب والجزائر، معتبرًا أن هذه الدول الثلاث يمكن أن تلعب دورًا محوريًا في تقريب وجهات النظر بين الطرفين. وأوضح المنتدى أن موريتانيا تتمتع بعلاقات متوازنة وسلمية مع كل من الجزائر والرباط، دون أن تثقلها أي صراعات تاريخية قد تجعلها منحازة لطرف على حساب الآخر. ويعتبر هذا التوازن، المبني على دبلوماسية هادئة وواقعية، الأساس الذي يمنح موريتانيا قدرة فريدة على التحرك بحياد وفاعلية دون إثارة توترات إضافية في المنطقة.

وأكد المنتدى أن موقف موريتانيا المعتدل من قضية الصحراء الغربية يعزز صورتها كدولة محايدة، ما يجعل أي مبادرة دبلوماسية لها تُعتبر خدمة للمصالح المشتركة في المغرب العربي. وتتيح هذه الحيادية لكل طرف أن يشعر بأن الوسيط يسعى لتحقيق الاستقرار وليس الانحياز لطرف على حساب الآخر، وهو عامل أساسي لضمان نجاح أي جهود وساطة.

أما تونس، فقد أشار المنتدى إلى أنها تمثل إضافة مهمة للعملية بسبب تاريخها الدبلوماسي الطويل في الاعتدال والسعي للتوافق. ومع ذلك، يواجه هذا التقليد المعتدل تحديات بعد اختيار الرئيس الحالي قيس سعيد التماهي مع المواقف الجزائرية بشأن الصحراء الغربية، ما أدى إلى توتر العلاقات مع المغرب، الذي استدعى سفيره من تونس لإجراء مشاورات نهاية أغسطس 2022. ورغم هذه التوترات، يبقى التاريخ الدبلوماسي التونسي إرثًا يمنحها القدرة على لعب دور الوسيط بين الأطراف المتنازعة إذا تم تهيئة الظروف المناسبة.

وبالنسبة لليبيا، رغم انقساماتها الداخلية والتحديات الأمنية المستمرة، يرى المنتدى أن مشاركتها في الوساطة قد تضيف بعدًا جماعياً للمصالحة، ويجعل جميع الأطراف يشعرون بأنهم شركاء في الحل، وليسوا مجرد مراقبين لصراع بين دولتين رئيسيتين في المنطقة. وقد تساعد مساهمة ليبيا في توسيع نطاق التوافق بين الأطراف، مما يعزز فرص نجاح المبادرة.

وجاءت هذه الدعوة في وقت تتواصل فيه جهود الولايات المتحدة للتوصل إلى «اتفاق سلام» بين المغرب والجزائر خلال الأشهر المقبلة، كما أعلن مبعوث الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف. ومع ذلك، تحفظت الأطراف الرسمية على تأكيد وجود مفاوضات مباشرة، ما يعكس تعقيد الوضع وضرورة وجود وساطة متعددة الأطراف لضمان حل مستقر وفعّال يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المغرب العربي.

رابط المقال :
https://www.yabiladi.com/articles/details/181868/mauritanie-tunisie-liby...