مؤسسات وبيوت الزكاة:
ومن الناحية العملية أُنشئت مؤسسات أو بيوت الزكاة في أكثر من بلد، بعضها عقد مؤتمرات، وأقام حلقات، منها مؤتمر الكويت سنة (1984م)، الذي انبثق عنه توصيته بإقامة هيئة علمية عالمية لقضايا الزكاة المعاصرة، اختير أول رئيس لها صديقنا العلامة الشيخ محمد مختار السلامي مفتي تونس في وقتها، واختاروني نائبًا للرئيس، مع أني كنت غائبًا. كما عُقدت مؤسسة الزكاة بالسودان ندوات ومؤتمرات عدة، آخرها المؤتمر الذي عُقد بالخرطوم في مايو سنة (1994م)، وقد شاركت فيه.
قيام المصارف والبنوك الإسلامية:
كما أُقيمت مصارف وبنوك إسلامية تتعامل بغير الفوائد الربوية، التي أجمعت كل المجامع الفقهية والمؤتمرات الإسلامية على تحريمها، بدأت ببنك دبي الإسلامي، ثم بنوك فيصل الإسلامية، فبيت التمويل الكويتي، والبنك الإسلامي الأردني، وغيرها من البنوك التي انتشرت في العالم الإسلامي، والتي أبطلت مقولة: «لا اقتصاد بغير بنوك، ولا بنوك بغير ربا».
وقد عقدت هذه المصارف - أو البنوك - الإسلامية مؤتمرات عدة في دبي، والكويت، والقاهرة، وإستانبول، وغيرها، وصدرت عن هيئات الرقابة الشرعية لبعضها فتاوى ودراسات مفيدة.
وقد قدّر لي أن أترأس هيئة الرقابة الشرعية في عدد من المصارف الإسلامية، بلغت ثماني، وربما أكثر، في بعض الأوقات(3).
إحياء فقه المعاملات:
وقد أحيت البنوك الإسلامية «فقه المعاملات» المهجور، وأعادت إلى الناس الثقة بإمكان تطبيقها في عصرنا، وخطا بعض هذه البنوك خطوات جيدة إلى الأمام، وبعضها ما زال يشكو من ضعف القيادة أو سوء فقهها، ومن العنصر البشري الذي هو المحور الأساسي لكلِّ إصلاح أو تجديد، والذي دخل هذه البنوك دون فقه بمضمونها، ولا إيمان برسالتها.