
سعت موريتانيا إلى معالجة هشاشة شبكة الكهرباء في البلاد، مع تزايد الطلب وعودة الانقطاعات المتكررة في المدن الكبرى، من خلال توقيع اتفاقية استراتيجية مع الشركة الفنلندية "Wärtsilä" ، المتخصصة في البنية التحتية للطاقة. الاتفاق يمتد ثلاث سنوات، ويمنح الشركة مسؤولية تشغيل وصيانة المحطة الحرارية في نواذيبو بطاقة 34 ميغاواط، بعد أن كان التعاون السابق مقتصرًا على الدعم الفني المحدود. ويشمل العقد مراجعات دورية للمحركات كل 12 ألف ساعة تشغيل، صيانة طارئة، توفير قطع الغيار للمحركات والمعدات المساندة وأنظمة الأمان، إضافةً إلى نشر مستشارين فنيين في الموقع ودعم عن بعد من مركز خبرة الشركة.
تساهم المحطة التي تضم محركات Wärtsilä 32 وWärtsilä 46 في تلبية جزء كبير من الطلب على الكهرباء في نواذيبو، العاصمة الاقتصادية للبلاد، ويأتي الاتفاق لتعزيز استقرار الشبكة الوطنية وتحقيق كفاءة تشغيلية عالية على المدى الطويل، وفق ما أكده المدير العام لشركة الكهرباء الموريتانية خروومبالي لحبيب. من جهتها، أشارت Wärtsilä إلى أن الاتفاق يعكس ثقة موريتانيا في خبراتها ويعزز شراكة طويلة الأمد تضمن موثوقية وكفاءة البنية التحتية الكهربائية الحيوية.
الوصول الشامل للكهرباء
تأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية وطنية طموحة تهدف إلى الوصول الشامل للكهرباء بحلول عام 2030، ما يعني تغطية احتياجات نحو 3.4 مليون شخص إضافي. وتعتمد الخطة على تطوير موارد الطاقة المحلية، بما في ذلك الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة، مع رفع نسبة الطاقة النظيفة إلى 70٪ من إجمالي الإنتاج. وتشمل الإجراءات تنفيذ مشاريع شمسية ورياحية جديدة، تحسين شبكات التوزيع، تركيب العدادات الذكية، توسيع التغطية الكهربائية في المناطق الريفية من خلال الشبكات الصغيرة، وصيانة المحطات الحالية لضمان استمرارية الخدمة وتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة في البلاد.
وقد ساهمت "Wärtsilä" خلال السنوات الماضية في تطوير البنية التحتية للطاقة في أفريقيا، من ضمنها تحديث محطات كهربائية في السنغال ومدغشقر وزامبيا، إضافة إلى مشاريع لتكامل مصادر الطاقة المتجددة مع الشبكات الحرارية، بما يعكس خبرتها في تقديم حلول متكاملة لإدارة دورة حياة المحطات الكهربائية وتحقيق الاستفادة القصوى من الموارد المتاحة.
رابط المقال:
https://www.latribune.fr/article/afrique/11044630874606/electricite-la-m...














