التعاونيات النسوية باترارزه ..سلاح هش في مواجهة الفقر(تقرير)

نساء مبادرات من قرية سكام2في قرى اترارزه تبدع النساء مشاريع بسيطة كأحلام الكثيرات منهن للمساهمة في مصاريف الأسرة، والمساعدة في تحمل أعباء الحياة.

مشاريع وتعاونيات يصدق عليها المثل: الحاجة أم الاختراع، ورغم بساطة بعضها وتعدد مجالاتها إلا أن التعاون الزراعي يظل القاسم المشترك في العديد منها، ويكفي أن تجتمع بضع نسوة ويتجاذبن أطراف الحديث حول موضوع ما ،حتى يؤسسن تعاونية أو مشروعا، وبنفس الطريقة يتم التنازل عنه والانتقال إلى غيره، وأحيانا تقف رغبة الممول لتحديد نوع النشاط وأهدافه المرجوة..وبالتالي قد لا تعمر تلك المبادرات طويلا، وقد لا تؤتي أكلها فالكثير منها لا يعدو ردات فعل لواقع معيشي مزر، وظرف اقتصادي هزيل.

موفد الفكر تنقل بين بعض القرى واستطلع آراء القائمات على المشاريع والتعاونيات بها وعاد بالاستطلاع التالي:

 

تعاون هش

موسم الخريف فترة بيات شتوي للتعاونيات النسوية التي تترك مكانها للوراعة المطرية لا تتردد خديجة بنت إبراهيم من قرية لبيرد في تقديم التعاونية الزراعية لنساء القرية والقول بأنها من أهم وسائل التصدي للفقر رغم أن الموجود منها مجرد حظائر مهجورة تحيط بها الأشجار والأخشاب.

من داخل إحدى الباحات المسورة توجد أطلال بئر سطحية معطلة فيما تتراءى في جنباتها آثار استغلال من العام الماضي على ما يبدو، فيما تستقل التعاونية الأخرى بدكان لبيع المواد الأساسية على ناصية الطريق المعبد القريب.

تقول بنت إبراهيم إن توفير المياه مشكل يؤرق السكان فالمتوفر من المياه لا يكاد يسد حاجة الساكنة، ولم تستفد القرية من بئر ارتوازي يعمل بالطاقة الشمسية ،كما هو حال بعض القرى المجاورة، كما أن ملوحة التربة تقف عائقا أمام تنوع الغلات المنتظرة والتي تظل بالدرجة الأولى بعض الخضروات والنعناع، وفي موسم الأمطار يتوقف النشاط الزراعي نظرا لتضرر مزروعات التعاونية من مياه الأمطار.

أما عيشة بنت أحمد المسؤولة عن التعاونية في شقها التجاري والمتمثل في محل صغير لبيع المواد الأساسية فتقول إن الفراغ والرغبة  في تحسين الدخل هو ما يدفع الكثيرات للالتحاق بالتعاونية حيث يجري توزيع المساهمات للتناوب على العمل وفي كل ثلاثة أشهر يجري حساب الأرباح والخسارة.

تعلق المشاركات في تعاونية لبيرد آمالا عريضة على نجاح تجربتهن المتواضعة كما تقول خديجة بنت إبراهيم وهي تشير إلى أساسات مسكن لا يزال تحت الإنشاء أرجو أن تساعدني التعاونية في تحصيل ما يمكنني من إكمال بناء منزلي هذا المتوقف منذ شهور.

 

عوائق على الطريق

الماء شريان حياة التعاونيات الزراعية لكن مع وفرته قد يحتاج الأمر ماكنات لرفعه وسدودا للتحكم فيه في التوفيق الغربي 36كم روصو تكاد الصورة أن تكون واحدة كما في لبيرد فالمشاكل المطروحة للتعاونيات الزراعية هي نفسها :المياه والسياجات والبذور وتوفير المبيدات الحشرية، لكن وبحكم تصحر الموقع فإن مشكل تثبيت الرمال من خلال أحزمة الأشجار يصبح مطلبا ملحا كما صرح مسؤول القرية محمد سالم ولد عبد القادر لموفد الفكر.

ومع ذلك تتطلع النساء إلى مساهمة أكبر من التعاونية الزراعية في تذليل ظروف الفقر والغلاء بعد تدشين المضخة الارتوازية، والتي ساهمت إحدى الجمعيات الخيرية في شراء مولدها وخزانها الرئيسي ،لكن تشغيلها لا زال يحتاج شبكة صرف توصلها إلى البيوت يضيف ولد محمد سالم.

 

مصداقية على المحك

تضم التعاونية الزراعية في "سكام الطالبين" 56 امرأة يعملن على زراعة الخضروات والباقوليات خلال فصل الشتاء، أما عملهن في موسم الخريف فيتمثل في مساعدة الرجال في أعمال الزراعة المطرية ،والتي من أهم غلاتها الأرز والفاصوليا والفول السوداني كما تقول مسؤولة التعاونية آمنة بنت أباه.

ورغم صمود التعاونية لأزيد من 5سنوات إلا أن المشاكل التي تطوقها تزداد عاما بعد آخر كما تشرح بنت أباه وهي تشير إلى بقايا السور الخارجي للتعاونية والذي أصبح في حالة مزرية ،لا يمكن معها أن يصد الحيوانات السائبة ولا أن يحمي حمى المزروعات داخل الحظيرة، لذا كان على رأس مطالبها توفير السياجات والمساعدة في شراء ماكنات رفع المياه، من ترع النهر وجداوله التي تغمر مزارع الأرز في منطقة شمامه.

إن توفير المياه ليس مشكلا في قرى الضفة ،كما هو الحال لدى بعض التعاونيات لكن الاستفادة من مياه النهر والتحكم فيها من خلال السدود يظل مطلبا ملحا ،ليس فقط للتعاونيات بل لكل مزارعي الضفة كما يقول مسؤول قرية سكام 2 عمر ولد أعبيد مضيفا أن القرية استفادت من استصلاح 14 هتكار في إطار مشروع الشيشة الممول من طرف الحكومة.

في قرية سكام 2 معدات لجلب المياه باستخدام الطاقة الشمسية وإلى جانب التعاونية الزراعية في سكام هناك تعاونية لخياطة "الملاحف" تقول مريم بنت العايش إنها تعاني من غلاء القماش مما يحد من فرص الاستثمار والربح ويكفي أن "بيصة " القماش يتراوح سعرها ما بين 4000-إلى 4500أوقية كما تأخذ الخياطة الكثير من الجهد والوقت ومع ذلك فالكثيرات ينتظمن في هذا العمل أملا في تأثيث بيوتهن وتوفير ضرورات العيش الكريم وفق تعبيرها.

وهكذا وإن بدت التعاونيات النسوية سلاحا هشا في مواجهة الفقر، إلا أن ريعها المتواضع قد يسهم في استكمال بناء منزل بسيط ،كما في لبيرد أو في التخفيف من ضائقة الفقر والغلاء في التوفيق الغربي وحتى في تحقيق أحلام بسيطة للمرأة في سكام2 لتظل الحرفة دوما أمانا من مذلة الفقر والعوز كما في الأمثال.

بئر مهجور في قرية لبيرد على طريق روصو