في اليوم العالمي لإلغاء الرق.. محمد جميل منصور

في مثل هذا اليوم ( 2 ديسمبر ) صدرت اتفاقية الأمم المتحدة لمنع الاتجار بالبشر، فأصبح اليوم العالمي لإلغاء الرق، وحري بنا في موريتانيا الاحتفاء والاحتفال به إدانة لممارسات الاسترقاق وفرحا بالتخلص من هذه السوءة في تاريخ البشرية.
في مثل هذا اليوم نتذكر مقاصد الإسلام وأهدافه في التخلص من هذه الظاهرة ممارسة ومخلفات "يضرب له أجلا إذا بلغه عتق" 
في مثل هذا اليوم نتذكر معاناة قطاع مهم من شعبنا، عاش في أغلال الاستعباد، وترك ذلك جروحا غائرة في الأبدان والنفوس
في مثل هذا اليوم نحيي كل دعوات التحرر والتحرير التي عرفتها بلادنا، تلك التي رافقت الدولة من نشأتها، ومن واصل على الدرب رافعا عقيرته بخطر الاسترقاق وممارساته ومخلفاته.
في مثل هذا اليوم نوجه تحية لمؤسسي حركة الحر ومثيلاتها في مختلف مكوناتنا الوطنية، ونقول لهم - بغض النظر عن مصائر الأشخاص - ماضاع غرسكم والزرع قد تعزز وتوسع.
في مثل هذا اليوم نترحم على الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله الذي قاد مسار قانون تجريم الاسترقاق، ذلك القانون الذي حسم الجدل القانوني لصالح التحرير، وكان منصفا للضحايا ولم يبرمج على التعويض لمستعبديهم.
في مثل هذا اليوم ندعو لهبة وطنية للقضاء على ماتبقى من حالات الممارسة وعلى المخلفات التي تشل كثيرا من أبنائنا ومواطنينا.
في مثل هذا اليوم ندعو الجميع إلى التحرر من الفهم الخاطئ للدين، ومن التبرير للسلوك المجتمعي المنحرف، ومن أسلوب الإنكار والتهوين، ومن سبيل المبالغة والتهويل، فالموقف الصارم والمعتدل معا هو الخيار والطريق، الصارم في رفض الاسترقاق وتبريراته والمعتدل في منهج التحرر والتحرير، حتى نصل إلى مجتمع العدل والمساواة والمواطنة الحقة.