أصدرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) تنبيها مستعجلا بخصوص تسجيل تحركات مقلقة لأسراب الجراد الصحراوي باتجاه التراب المغربي، محذرة من موجة جديدة قد تطال عددا من المناطق الجنوبية للمملكة.
وبحسب التقرير الأخير للمنظمة، فقد تم رصد تحرك أسراب كبيرة من الجراد انطلاقا من موريتانيا، في اتجاه الأقاليم الجنوبية للمغرب. وتُعرف هذه الأسراب بقدرتها الكبيرة على الانتشار السريع، إذ يضم السرب الواحد ملايين الحشرات القادرة على التهام مساحات واسعة من المزروعات في وقت وجيز.
وتبرز خطورة الوضع بشكل خاص في المناطق الجنوبية للمغرب، القريبة من الحدود الموريتانية، وهي مناطق تعتمد بشكل رئيسي على نشاطي الزراعة والرعي، ما يجعلها أكثر عرضة لتداعيات انتشار الجراد.
وأوضحت الفاو في تحذيرها أن الوتيرة السريعة لتكاثر الجراد وقدرته على قطع مئات الكيلومترات يوميا تجعل من عمليات المكافحة مهمة معقدة، خصوصا في ظل توفر الظروف المناخية المساعدة على توسع موجات جديدة منه.
ودعت المنظمة إلى تعزيز عمليات المراقبة الأرضية والجوية، وتشجيع التنسيق الإقليمي بين دول المنطقة، بالنظر للطابع المهاجر لهذه الحشرة التي لا تعترف بالحدود السياسية.
وتؤكد الخبرات السابقة أن أي تأخر في التدخل السريع والمباشر قد يؤدي إلى تفاقم الوضع وتحويله إلى أزمة إقليمية تهدد الأمن الغذائي في شمال إفريقيا، ما يستدعي استعدادا مضاعفا وإجراءات استباقية صارمة.
