المركز الصحي بتكند: نقص في الكادر الطبي وعجز في التجهيزات- موقع الفكر

في الطرف الشرقي من مدينة تكند يقع المركز الصحي بمبانيه المميزة، وأسواره العالية التي تحاول أن تطاول ألسنة الكثبان الرملية الزاحفة صوب الجنوب في حركة دائبة لا تعرف السكون، ورغم غطاء أشجار "الكستينا" المنتشرة في أرجاء المكان فإن التصحر وعوامل التعرية تكسب كل يوم أرضا جديدة وتقتحم حتى الحيطان العالية فتوحي بعزلة المكان ووقوعه ضمن نطاق ساحل صحراوي جاف.

أمام المركز حركة دائبة تكسر أجواء الرتابة والسكون وذلك بعد الإعلان عن قافلة طبية ستحط رحالها بين أروقة المركز فتقدم الاستشارات والأدوية بالمجان للساكنة.. مئات المرضى وطالبي العلاج يتوافدون على المركز وينتظمون في طوابير ممتدة في انتظار الدخول على الاختصاصين، والاستفادة من هذه الفرصة النادرة، مشهد يختزل معاناة الساكنة من تواضع الخدمات الصحية بالمدينة رغم تقريبها من المواطنين إلا أنها لا تكاد تفي باحتياجات قرية ريفية معزولة أحرى أن تسد االاحتياجات الصحية لمدينة ذات موقع استراتيجي  ويتصاعد عدد سكانها عاما بعد آخر .
يقول الرضى يوبه مسؤول الإعلام باللجة الشاببية لبلدية تكند إن المركز الصحي يعاني من نقص حاد في المعدات والتجهيزات الطبية ولا يوجد به غير طبيب عام واحد مما يفسر الإقبال الكبير على الاختصاصيين المشاركين في القافلة، ويطالب باستفادة المركز من البرامج والخدمات الموجهة لسكان الداخل بما في ذلك خدمة "الميسر".
على الجدران ووجهات بعض المكاتب ما زالت ملصقات حملات التوعية ضد "كورونا" تخطف الأنظار، فيما تتكدس بعض الكراسي والمعدات المعطلة داخل إحدى القاعات الفسيحة، لم تجد حالتا حجز غير غرفة ضيقة تم عزلهما بها داخل ناموسيات وسط ضوضاء عارمة، وحركة الذهاب والاياب بين ممرات المركز وأروقته.
تقول إحدى المراجعات إن المركز يحتاج إلى لفتة من الجهات الصحية ليكون في مستوى تطلعات الساكنة في الحصول على خدمة لا تقل عن ما هو موجود في المراكز الحضرية القريبة، والانطلاق من الاحتياجات الحقيقية للسكان وفق سجلات المعاينات اليومية حيث أمراض الحميات كالملاريا، وفقر الدم، والطفيليات والأمراض المزمنة كالسكري والضغط 
وإلى جانب المطالب الصحية يؤكد الرضى يوبه على معاناة السكان من الغلاء وتردي الوضع المعيشي مطالبا باستفادتهم وبشكل أفضل من برامج "تآزر" ومن التكوين والدعم الموجه للشباب الذين يعانون من البطالة رغم المقدرات السياحية والمنجمية حيث تعمل شركات صينية على استغلال "منجم للتربة النادرة على أطراف المدينة دون أن يكون لهذا المشروع أي مردودية على الساكنة ولا البنى التحتية بالمدينة والتي يقول إنها أصبحت في الآونة الأخيرة هدفا لشبكات من المتنفيذين والسماسرة المضاربين في القطع الأرضية والذين لا يتورعون عن تشريد الملاك الأصليين والاستيلاء على حوزاتهم الأرضية متى ما كانت في موقع استراتيجي وتجاري على حد تعبيره..
تحجز تكند لنفسها مقعدا متقدما في الخاصرة الجنوبية للعاصمة نواكشوط ويكاد يكون الطريق المار منها اقرب  واقصر طريق إلى أوربا وإلى الهجرة من افريقيا الطاردة،  ومع ذلك تفتقر للبنى التحية الضرورية اللازمة من صحة وطرق و حتى من إنارة عمومية فإلى وقت قريب ظل السكان في حاجة ملحة لكهربة عصرية للمدينة..