منطقة الساحل: سوق واسع للتدريبات العسكرية وصراع القوى الكبرى

أصبحت منطقة الساحل، في السنوات الأخيرة، ساحة متعددة الأطراف للتدريب العسكري، حيث تلعب التدريبات دورًا مهمًا إلى جانب بيع الأسلحة. وقدمت روسيا، الولايات المتحدة، الصين، الدول الأوروبية، إيران، تركيا، والمغرب برامج تدريبية متنوعة للجيش المالي ودول الساحل الأخرى. أحد التحديات الأساسية يتمثل في تنسيق هذه التدريبات ضمن استراتيجية الدفاع الشاملة لكل دولة، مع تقييم أثرها على فعالية القوات المحلية.

تحالفات متعددة وتدريبات متباينة
أوضح وزير الخارجية المالي عبد الله ديوب خلال زيارة إلى موسكو في نوفمبر 2021 أن "90% من الضباط والعسكريين الماليين قد تم تدريبهم في روسيا في وقت ما"، وأضاف أن مدربين روس ساعدوا العسكريين على استخدام المعدات والطائرات والأسلحة الروسية، فضلاً عن توفير الخبرة الفنية لصيانة هذه المعدات. 
وتشمل البرامج وظائف متعددة، مثل المشاة الميكانيكية، المدفعية، العربات المدرعة، الطائرات بدون طيار، الحرب الإلكترونية، الدفاع الجوي، الطب العسكري، والترجمة.

عمليات أجنبية لبناء قدرات محلية
منذ 2013 وحتى مايو 2024، استفاد الجيش المالي من تدريبات مكثفة حول الدوريات ومكافحة هجمات الجماعات المسلحة على الدراجات النارية، مع التركيز على الوحدات الخفيفة للاستطلاع والتدخل ومراقبة الحدود. ساهمت العمليات الأوروبية، في تعزيز قدرة القوات المحلية على العمل بشكل مشترك، كما دعمت بعثات الاتحاد الأوروبي لتدريب الجيش المالي والإصلاح الأمني، مع تعزيز الشفافية والمساءلة.

في الوقت نفسه، استثمر المغرب في تعزيز التعاون العسكري مع دول الساحل، من خلال المؤتمرات السنوية للضباط، وتبادل الوفود التدريبية مع موريتانيا ومالي وبوركينا فاسو، بما يشمل التدريب على الطيران، الطب العسكري، والتكتيكات الميدانية.

تمارين دولية وتحديات متزايدة
تمارس الولايات المتحدة من خلال تمرين فلينتلوك السنوي، منذ 2005، دورًا مهمًا في تعزيز التعاون الأمني في إفريقيا، بمشاركة عشرات الدول الأفريقية، وبرامج دعم مالي وتقني لتدريب القوات على مواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة.
 وتشارك الصين أيضًا في تدريب آلاف الجنود والشرطة وتقديم معدات عسكرية، ضمن استراتيجية لتعزيز الاستقرار في القارة.

أما تركيا، فتستفيد من "دبلوماسية الطائرات بدون طيار"، عبر بيع المعدات العسكرية وتقديم التدريب على استخدامها وصيانتها، خصوصًا في الكاميرون ودول الساحل الأخرى. 
وتظل التدريبات الفرنسية مستمرة، حيث تعلّم العسكريين التشاديين التنسيق بين القوات البرية والجوية، لضمان فعالية العمليات ومكافحة الإرهاب بشكل أكثر كفاءة.

ومع هذه التدريبات المكثفة، شهدت القدرات العسكرية لدول الساحل تقدمًا ملحوظًا، لكنها تواجه تحديات كبيرة أمام الجماعات الجهادية، التي اكتسبت أسلحة متطورة وخبرات جديدة، مما يطرح تساؤلات حول مدى قدرة الجيوش المحلية على مواجهة هذه التهديدات بشكل شامل ومستدام.

رابط المقال:
https://www.google.com/amp/s/mondafrique.com/international/le-sahel-tran...