
لقي ما لا يقل عن 12 مهاجرًا مصرعهم بعد غرق قارب كانوا على متنه قبالة سواحل السنغال، فيما تم إنقاذ نحو 30 شخصًا آخرين، بحسب حصيلة أولية أوردتها مصادر أمنية.
وكان القارب قد أبحر في طريقه نحو جزر الكناري الإسبانية، قبل أن ينقلب خلال ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، قرب منطقة جوال التابعة لإقليم مبور جنوب العاصمة داكار. وأكدت المصادر أن الحادث وقع قرابة الساعة 4 فجرًا، بينما لم يتم بعد تحديد العدد الدقيق للأشخاص الذين كانوا على متن القارب.
وأشارت تقارير صحفية محلية إلى أن القارب ربما كان يقل قرابة 200 شخص، ما يثير مخاوف جدية من وجود عدد كبير من المفقودين في البحر. وقد نُقلت جثامين الضحايا إلى مشرحة جوال، فيما اقتيد الناجون إلى مقر الدرك، وفتحت السلطات تحقيقًا لمعرفة ملابسات هذا الحادث المأساوي.
**طريق محفوف بالموت
خلال السنوات العشر الأخيرة، تحولت طريق الهجرة البحرية من سواحل غرب إفريقيا نحو جزر الكناري إلى أحد أبرز المسارات التي يسلكها مهاجرون من دول إفريقيا جنوب الصحراء، لكنها في الوقت نفسه باتت من أخطر الطرق وأكثرها فتكًا.
وتتكرر حوادث الغرق على هذا المسار بشكل لافت. ففي شهر أغسطس الماضي وحده، توفي ما لا يقل عن 69 مهاجرًا بعد غرق قارب آخر قبالة سواحل موريتانيا، وكان ركابه أيضًا متجهين نحو جزر الكناري.
ووفقًا لمنظمة حقوقية معنية بملف الهجرة، فقد توفي أو فُقد أكثر من 10 400 مهاجر في البحر أثناء محاولتهم الوصول إلى إسبانيا خلال عام 2024، وهو رقم مرجح للارتفاع نظرًا لعدم العثور على العديد من القوارب التي تختفي في عرض البحر. وخلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025، تم تسجيل 1 482 وفاة على هذا المسار نفسه.
اسباب الرحيل ومخاطر الرحلة
ينطلق معظم المهاجرين من سواحل السنغال وموريتانيا وغامبيا هربًا من الفقر والبطالة وانعدام الآفاق الاقتصادية. ويدفعون مبالغ مالية للمهربين من أجل الصعود سرًا إلى قوارب بدائية لا تصلح لعبور المحيط.
وتستغرق الرحلة نحو 1 500 كيلومتر عدة أيام في ظروف قاسية، حيث يعاني المهاجرون من الجوع والعطش والتعرض المباشر للشمس، إضافة إلى الأعطال والأمواج الخطيرة، بحسب شهادات ناجين سابقين.
تراجع في أعداد الوافدين
بعد تسجيل رقم قياسي في عام 2024، شهد عدد الواصلين إلى جزر الكناري انخفاضًا كبيرًا خلال عام 2025. ووفقًا لبيانات رسمية، وصل 17 555 مهاجرًا إلى الجزر بين 1 يناير و15 ديسمبر 2025، مقابل 43 737 خلال الفترة نفسها من العام السابق، أي بانخفاض قدره 59.9%.
ورغم هذا التراجع، لا تزال هذه الطريق تحصد أرواحًا كثيرة، وتكشف باستمرار عن حجم المعاناة الإنسانية التي تدفع آلاف الأشخاص إلى المخاطرة بحياتهم بحثًا عن مستقبل أفضل.
رابط المقال:
https://www.infomigrants.net/fr/post/68916/route-des-canaries--au-moins-...














