مهرجان "المذرذرة": آمال وتطلعات بإعادة الاعتبار للمرافق التعليمية بالمدينة (موقع الفكر)

أطلال مدرسة المذرذرة التي تأسست في العام 1910

تستعد المذرذرة هذه الأيام لاحتضان أول مهرجان دولي باسم المدينة، حيث يتطلع الساكنة إلى أن يعيد الاعتبار للأرث الثقافي والحضاري لعاصمة الأمارة، ولإحدى أعرق مدن الجنوب الموريتاني، تلك العراقة وذلك الموروث الذي كان التعليم أحد روافده، ودعاماته الأساسية، رغم الخلافات التي تعصف بالمهرجان.. ومع ذلك فواقع التعليم في المدينة لا يختلف عن حاله في باقي مدن الداخل: فصول مكتظة، وطاقم تربوي متذمر، وبنية تعليمية هشة، ومخرجات دون المستوى، وأولياء أمور غير مبالين..خلاصة لا يحتاج المرء لكبير عناء من أجل البرهنة عليها كما يجمع العديد ممن ألتقاهم موفد الفكر..
 تتعدد شواهد رسوخ قدم المدينة في مجال التعليم فأطلال أول مدرسة شيدها المستعمر ما زالت ماثلة بألوانها البنية وجدرانها العريضة كبقايا قلعة مهجورة، لا يفصلها سوى بضع أمتار عن باقي المباني الإدارية والخدمية التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية بما فيها مبنى نقطة البريد ودار البيطرة ومقر الحاكم الفرنسي..
عمليات الهدم والتشييد التي تعرض لها المبنى تكشف عن حالة استنزاف لهذا المرفق حتى الرمق الأخير، بسبب النقص في الفصول الدراسية ذلك النقص الذي ما زال يلقي بظلاله على المرافق التعليمية بالمدينة  إلى اليوم لكنه في المقابل أضر بجهود صيانة هذه المعلمة الأثرية فيما استبشر السكان بوعود السلطات الإدارية التدخل لإنقاذ ما تبقى من أطلال هذا المبنى وتحويله إلى مزار سياحي يعلق أحد الساكنة..
واقع مزر..
تحتضن المدينة اليوم أربع مدارس ابتدائية مكتملة، كما تعتز بثانويتها العريقة التي خرجت عشرات الأطر والإداريين الذي خدموا الدولة في قطاعات مختلفة كما صرح أبن ولد إفكو مدير المدرسة2 لموفد موقع الفكر، وكانت هذه المدراس سباقة في توظيف التقنيات الجديدة كمواقع التواصل الاجتماعي في التواصل مع الوكلاء ونقل صورة يومية عن مجريات العملية التربوية مما عزز من الثقة وحل الكثير من الإشكالات كما يقول المدير الذي يؤكد الحاجة إلى مزيد المواكبة من طرف الوكلاء و سهرهم على استدراك النقص وسد الخلل في العملة التعليمية..
تعليم ما قبل المدرسة 
عراقة المدينة واستيطانها من قبل أقليات "موريسية" جلبها المستعمر جذب جهود إحدى المنظمات غير الحكومية من جزر الكناري قامت ببناء.. حضانتين للأطفال مجهزتين وذلك بالشراكة مع جمعيات محلية، كما ساهمت في بناء حجرات دراسية مكتملة بالمدرسة رقم2 لكن هذا الجهد سرعان ما عصفت به الخلافات بين المنظمة وشركائها المحليين..واليوم يوجد بالمدينة أربع حضانات للأطفال لا تكاد تفي بالحاجة المتزايدة للتعليم ما قبل المدرسي..
ومع ذلك فالإشكالات المطروحة في المجال التعليمي بالمدينة تنتظم مختلف جوانب العملية التربوية كما يقول ول أفكو فهناك إكراهات العولمة والانترنت وما جلبت من مغربات صرفت التلاميذ عن التعلم وأذكت ثورة التطلعات لديهم، ثم هناك الواقع المزري للمدرس والذي لا يكاد الراتب يفي بأقل احتياجاته المعيشية، وكذا ما أسماه بتسييس التعليم وارتهانه لإملاءات السياسيين الذين أصبحوا يتدخلوت في كل كبيرة وصغيرة بما في ذلك قرار افتتاح المدارس وتعيين طواقمها الإدارية والتربوية، وتحويلها إلى مجرد مكاتب للتصويت وفاقم من تداعيات التقري الفوضوي..
طوق النجاة.. 
ولمواجهة  تلك الإشكالات يقترح ولد إفك فرض نظام المجمعات المدرسية للحد من التقري الفوضوي وترشيد الموارد المهدرة في افتتاح مدارس غير مهيأة، ولا تنسجم مع المعايير التربوية المعتمدة، وقبل ذلك  تحسين وضعية مدراسي الداخل بزيادة الرواتب والتعويضات الممنوحة لهم حتى يتفرغوا لمهامهم التعليمية والتربوية، ولتحسين أداء التلاميذ يقترح ولد إفك العودة إلى نظام "السكن الداخلي للتلاميذ " أو "الداخليات" وهو النظام الذي وضع أسسه المستعمر وجرى العمل به في العقود الأولى بعد الاستقلال مما عزز اللحمة الوطنية، وحسن من مخرجات التعليم، وأثرى العملية التعليمية والتربوية..
عراقة المذرذرة أو مدينة المائة حارس 100gardesكما سماها المستعمر لا تقف عند أطلال مدارسها، ولا في محاظرها العلمية الضاربة في أعماق التاريخ وإنما أيضا في تسميات أحيائها كحي "مالكاش" الذي كانت تقطنه أسر من الملغاليين (مدغشقر) الذين جاء بهم المستعمر وفي ألقاب العوائل التي استقرت بالمدينة من عهود بعيدة كعائلة: ماتيي وديكو وتورى وسرجاه..