حملة معا للحد من حوادث السير تطلب من الحكومة التعاطي الجاد والعاجل مع "نداء جوك للسلامة الطرقية"(بيان)

تعيش موريتانيا منذ فجر يوم أمس حزنا عميقا على إثر الفاجعة الأليمة التي وقعت على طريق (أكجوجت – نواكشوط)، وأدت إلى وفاة ثلاثة من خيرة أساتذة المحظرة الشنقيطية الكبرى، في حادث سير أليم أعاد إلى الأذهان نزيف الطرق، وهشاشة منظومة السلامة الطرقية، وضرورة تكاتف جهود الجميع للحد من النزيف اليومي للأرواح على الطرق.

إن حملة "معا للحد من حوادث السير"، وهي تشاطر الأسر المكلومة وكل الموريتانيين مشاعر الحزن والأسى، تؤكد أن أصدق وفاء للضحايا لا يكون بالاكتفاء بالحزن، بل بتحويل هذا الحزن  إلى فعل واع ومسؤول، ينقذ الأرواح، ويمنع تكرار المأساة.

لقد ظلَّت الحملة، على مدى سنوات، تنذر بالخطر، وتعمل ميدانيا للحد من نزيف الطرق، وتقترح الحلول المستخلصة من عملها الميداني، ويأتي "نداء جوك للسلامة الطرقية" تتويجا لهذا الجهد، بوصفه خريطة طريق واقعية، ناضجة، وقابلة للتنفيذ، في حال توفرت الإرادة لذلك.

وقد ارتأت الحملة، بدلالة واعية، أن يُقرأ هذا النداء عند موقع الفاجعة، وذلك حتى لا تقتصر ردة الفعل الرسمية والشعبية على هذه الفاجعة على بيانات تعزية وحزن مؤقت، ثم ينسى نزيف الطرق إلى أن تقع فاجعة أخرى، وهكذا.. إن كل تأخير في رسم خارطة طريق متكاملة لتعزيز السلامة الطرقية سيعني سقوط المزيد من الضحايا.

إننا في حملة معا للحد من حوادث السير، ندعو - وبهذه المناسبة الأليمة - الحكومة إلى التعاطي الجاد والعاجل مع "نداء جوك للسلامة الطرقية"، وذلك باعتباره يشكل خارطة طريق  متكاملة للحد من حوادث السير في بلادنا.

كما أننا ندعو النخب، وخاصة العلماء والسياسيين والإعلاميين والمدونين إلى تحمُّل مسؤولياتهم الأخلاقية في إبقاء هذا الملف حيا من خلال الحديث عنه، والمشاركة في الجهود التوعوية للوقاية من الحوادث، فالنقاش بشأن حوادث السير بعد وقوعها، حتى وإن كان متفهما ومطلوبا إلا أنه لا يقارن بأهمية التركيز على التوعية للوقاية من حوادث السير قبل وقوعها.
نواكشوط: 26 دجمبر 2025
حملة معا للحد من حوادث السير