نسائم الإشراق الحلقة رقم (1700) 11 سبتمبر2021م،03 صفر1443هـ، مذكرات الشيخ د.يوسف القرضاوي الحلقة رقم (731).

وقد علمتُ أن بعض الأخوة من الشباب الدعاة سارع فألَّف كتابًا أو كتيِّبًا سمَّاه: «فقه الأولويات»، حتى ظنَّ بعض الناس أني أنا الذي أخذت المصطلح منه! وهذا تكذِّبه كلُّ الوقائع والمعلومات، فقد حاضرت في هذا الموضوع، وكتبتُ فيه من عدَّة سنوات قبل نشر كتابي، وكان على الأخ الكريم الذي سمَّى كتابه: «فقه الأولويات»: أن يبيِّن من أين أخذ التسمية، فهذا مقتضى الأمانة العلمية.
وكان مما قلته في مقدمة الكتاب: «فهذه الدراسة التي أقدِّمها اليوم تتحدَّث عن موضوع أعده غاية في الأهمية؛ لأنه يعالج قضية اختلال النِّسب واضطراب الموازين - من الوجهة الشرعية- في تقدير الأمور والأفكار والأعمال، وتقديم بعضها على بعض، وأيُّها يجب أن يُقدّم، وأيُّها ينبغي أن يُؤخَّر، وأيُّها ترتيبه الأول، وأيُّها ترتيبه السبعون، في سُلَّم الأوامر الإلهية والتوجيهات النبوية، ولا سيما مع ظهور الخلل في ميزان الأولويات عند المسلمين في عصرنا.
وتحاول هذه الدراسة أن تلقي الضوء على مجموعة من الأولويات التي جاء بها الشرع وقامت عليها الأدلة، عسى أن تقوم بدورها في تقويم الفكر، وتسديد المنهج، وتأصيل هذا النوع من الفقه، وحتى يهتدي بها العاملون في الساحة الإسلامية والمنظِّرون لهم، فيحرصوا على تمييز ما قدَّمه الشرع وما أخَّره، وما شدَّد فيه وما يسَّره، وما عظَّمه الدين وما هوَّن من أمره؛ لعل في هذا ما يحد من غلو الغالين، وما يقابله من تفريط المفرِّطين، وما يُقرِّب وجهات النظر بين العاملين المخلصين».
وقد لقي الكتاب بحمد الله قَبولًا واهتمامًا من كثير من المثقفين والمفكِّرين، وترجم إلى عدد من اللغات.