
على جنبات الطريق الرابط بين فم لكليته وطريق كيهيدي أمبود وعلى طول أزيد من 10 كلمترات، تتناثر قرى وتجمعات سكانية يتعاطى سكانها الزراعة الموسمية، ويتقاسمون ظروف الفقر و التردي المعيشي بسبب ظروف البطالة وانعدام الخدمات الأساسية..
يعتدل الشاب سيد محمد ولد محم في جلسته، ويستجمع شتات أفكاره ليعرف من أين يبدأ؟ فالمشاكل كثيرة؛ و مطالب الساكنة جمة، صحيح أن قريتة كوب أهل جعفر تنعم بخازن مائي ومضخة ارتوازية مما جنبها الكثير من أزمات العطش التي تضرب دون رحمة ساكنة القرى المجاورة، كما أن خطوط الربط الكهربائي من سد مننتالي وصلت أطراف القرية إلا أنها تعاني من انعدام أي مرفق صحي، أو دكان لبيع المواد التموينية بأسعار مدعومة مما فاقم من مشكل الغلاء والتردي المعيشي يقول ولد محم إنه يعرف أسرا تبيت الليالي ذوات العدد دون طعام ولولا بقية من تكافل أسري ومرحمة بين الجيران لكانت الحالات بالعشرات..أما حالات العوز المادي وسوء التغذية فلا تحتاج إلى بيان أو دليل.. وفق تعبيره.
محظرة ومسجد
على بعد خطوات يتوافد عشرات الأطفال إلى مقر محظرة القرية حيث يجري توزيع مساعدات عينية من طرف إحدى مبادرات دعم المحاظر في منطقة آفطوط، وتشمل التوزيعات أغطية ومواد استهلاكية إنها المواد الأكثر طلبا في فترة البرد يعلق أحد أعضاء المبادرة لموفد الفكر.
بين الجراد والآفات الزراعية
يتحدث السكان عن تضرر حصاد الزرع هذا العام من الطيور والآفات الزراعية في ظل احجام الجهة المعنية بمحاربة هذه الآفات عن رش المبيدات خشية تأثر البيئة وتضرر الساكنة عندما يقبلون على جمع ثمار النبق إبان موسم نضجها، ..وهكذا احتفظ مد الزرع حوالي 4كلغ بسعر 1000أوقية جديدة فيما لا يتجاوز عادة 500قديمة في موسم الحصاد..
موسم الهجرة
يشرح الشاب محمد ولد حامد أن الكثير من زملائه هاجروا إما إلى السنغال المجاور أو نواكشوط طلبا لحياة أفضل، فلم يعد في القرى إلا من خلفهم الجهد من النساء والولدان والعجائز الذين لا يجدون حيلة ولا يهتدون سبيلا..
ورغم موقع القرية على بعد كلمترات من سد فم لكليته إلا أن استفادة الساكنة من المشروع- كما يسمونه- ما زالت في حدودها الدنيا إن لم تكن معدومة كما يقول ولد محم الذي لا يرى فائدة من منح أجزاء من أراضي السد لاستصلاحها في صناعة السكر، حيث لم ينطلق المشروع بعد، ولدى الساكنة سوابق غير مشجعة مع هذا النوع من المشاريع التي غالبا ما تنتهي بالإفلاس والفشل على حد تعبيره.
يستبشر ساكنة كوب أهل جعفر بوصول التيار الكهربائي إلى قريتهم، ويعتزون بمحظرتهم القرآنية التي حصلت مؤخرا على مقر مستقل من عدة غرف أسمنتية' كما جرى تجديد مسجدها، لكن دوران عجلة التغيير ما زال بطيئا، بفعل جمود العقليات، وتغول عوامل الفقر والتردي المعيشي يعلق أحد الساكنة.



















