المامي ولد محمد نوح رحمه الله
فقيد الدعوة الى الوحدة في اطار التنوع العرقي واحترام الآخر
حضرت يوم امس الصلاة ومراسيم الدفن لزميلي الشيخ المامي ولد محمد نوح الذي جمعتني واياه النشأة في مدينة اكجوجت في الشمال والعمل الدعوي والثقافي منذ 1981 في البلد عموما وقد ترك بصمة في الاجيال التى عاصرته بخلقه الرفيع وإيمانه العميق وتفانيه في تحقيق اهدافه بعيدا عن الاضواء والكاميرات لأنه عادة لا يحب الظهور.
من أبرز بصماته التي ينبغي للشباب الصاعد اليوم دراستها والتوقف عندها بعناية،ايمانه العميق بالوحدة في اطار التنوع ودعمه للسلم الاجتماعي في البلد ونبذه للدعوات الشرائحية والقبلية والجهوية. لقد كان رحمه الله يؤمن بجمع القلوب وكان يدرك أن الدعوة بلسان الحال أعظم تأثيرا من الدعوة بلسان المقال،وكأنه كان يستحضر في سلوكه مقولة عثمان ابن عفان رضي الله عنه "أن الامة بحاجة الى إمام فعال منها الى إمام قوال" هذا فضلا عن اهتمامه البالغ بادخال السرور على المحتاجين عن طريق العمل الخيري الذي أحبه وخصه بوقت غير يسير من عمره المبارك.
إن حلمه كان إعادة الاعتبار للنموذج النبوي الذي جمع فى هدوء وتناغم بين ابي بكر الصديق وصهيب الرومي وبلال الحبشي وسلمان الفارسي لاقامة دولة المواطنة التي لا تفرق بين عرق او لون او جهة.
رحم الله الاخ المامي ولد محمد نوح رحمة واسعة وبارك في عقبه وإنا لله وإنا اليه راجعون. د.