بيني وبين المستشرق الألماني «وندلين ونزل تيوبر»
من الأحداث التي ينبغي أن أذكرها في هذه الفترة: المراسلة التي تمَّت بيني وبين المستشرق الألماني «وندلين ونزل تيوبر»، بمبادرة منه. وهي تمثِّل تطورًا مهمًّا في العلاقة بين المستشرقين الغربيين والعلماء والمفكرين المسلمين.
فقد كان المستشرقون يكتبون - في الغالب - لأنفسهم، فيقرأ بعضهم لبعض، ويؤيِّد بعضهم بعضًا، أو يردُّ - أحيانًا - بعضهم على بعض. ولا يكاد المسلمون يعرفون ما يكتب عنهم، ناهيك بأن يقرءوه أو يدرسوه، إلا بعد حين، قد يطول، حينما يترجمه بعض الدارسين والمهتمين إلى العربية.
ولكن في هذه المرة، رأينا هذا المستشرق أو الباحث - الذي نحسبه منصفًا وجادًّا - يبادر ليكاتب مَنْ يؤلف عنه، ويسأله في بعض ما يهمُّه أو يُشْكل عليه، وهذه - في نظري - خطوة إلى الأمام، يجب أن نرحِّب ونُنَوِّه بها، ونشكر صاحبها.