مفاجأة لم تكن بالحسبان:
ومما أذكره ولا أنساه أبدًا: ما رأيته ولمسته في دورات مياه الجامعة التي أقيم بها المؤتمر، فقد فوجئت بما لم يكن في حسباني حين دخلت مرحاض الجامعة لأقضي حاجتي، وبعد أن انتهيت تلفت حولي لأبحث عن صنبور «حنفية» للمياه أو خرطوم، أو وسيلة مائية للاستنجاء، فلم أجد، فبحثت عن مكان للورق يمكن أن يُستخدم، فلم أجد ورقًا ولا مكانًا للورق! ولولا أني أحمل الأوراق التي يسمونها: «الكلينيكس» في جيبي عادة، لحرت في أمري! ماذا أفعل لتنظيف نفسي، وتساءلت: ماذا يصنع هؤلاء الناس حين يقضون حاجاتهم كسائر البشر؟ ولا ماء عندهم ولا ورق لديهم؟!! هل يقومون ويخرجون على الناس حاملين أقذارهم ونجاساتهم كما نسميها نحن المسلمين؟
لو كان هناك «علّاقة» للأوراق، لقلت: إن الورق نفد، ولكن لا توجد علاقة، وقلت: لعل المرحاض الذي دخلت فيه غير المراحيض الأخرى، فسألت الإخوة معي، فكلهم شكوا مما شكوت.
وسألت بعض الطلاب الذين يدرسون في موسكو من العرب المسلمين، فأكدوا هذه الظاهرة، وقالوا: إننا نحتاط دائمًا بحمل قوارير «زجاجات» نملؤها بالماء حين نريد دخول هذه الحمامات.
وكان الطلبة الروس يعجبون منا، ويقولون: عجبًا لهؤلاء الطلبة العرب! لا يحلو لهم الشرب إلا عند دخول الحمامات!! يحسبون أننا نحمل هذه الزجاجات والأوعية للشرب وليس للغسل والتطهير.
زيارات ولقاءات مع كبار المسئولين:
وقد رتّب لنا لقاء نلتقي فيه كبار المسئولين في الحكومة وفي البرلمان، وتحدثنا فيه بصراحة عن الإسلام والعلاقات الروسية، وحقوق المسلمين داخل روسيا، وقضية فلسطين، وعدد من القضايا لم أعد أذكرها، وكان لي كلمات قوية قلتها في هذا اللقاء نسيتها.
وقد زرنا بعض المناطق هناك، ومررنا بقصر الكرملين أكثر من مرة، وشاهدنا بعض الساحات التي كان يتجمّع فيها الجماهير، وشاهدنا برج موسكو وقيل إن طوله كذا وكذا، ولم يسعفنا الوقت لنقوم بصعوده ورؤية موسكو من فوقه.