هناك قرية اشتهر أهلها بالكذب، و شهادة الزُّور، و في هذه القرية تزوج رجل بامرأة سرا "زواجا شرعيا" حضره بعض الشهود، و بعد مدة من الزواج حصل خلاف بين الزوجين، فقام الزوج بالاعتداء على زوجته و طردها من المنزل و حرمانها من حقوقها فذهبت إلى القاضي شاكية، فأخبرته بما تعرضت له، فأمر القاضي باستدعاء الزوج و الشهود بعد أن عرف منها أسماءهم، ولما حضروا بدأ القاضي بسؤال الزوج عن رأيه فيما ادعت زوجه؟ فأنكر الزوج معرفتها و الزواج بها، ثم استدعى الشهود فسألهم عن شهادتهم، فأنكروا معرفتهم بهذه المرأة، عندها نظر القاضي إلى المرأة وسألها: هل عندك شهود آخرين؟ قالت : لا، فقال : هل عند زوجك كلاب؟ فأجابت بنعم، فقال : هل تقبلين شهادة الكلاب؟ قالت : نعم ، فقال القاضي لبعض أعوانه : خذوها إلى منزل زوجها فإن نبحتها الكلاب فهي كاذبة، و إن أبدت الكلاب الفرح و الترحيب بها فهي صاحبة الدار، فهي صادقة، ثم نظر إلى وجوه الشهود و الزوج، فظهر عليها الانفعال و الارتباك و اكفهرت وجوههم، فقال القاضي: خذوهم و اجلدوهم فإنهم يكذبون و يزورون، بئس القرى التي كلابها أصدق من أهلها. نتمنى أن لا يصل مجتمعنا إلى هذه الدرجة بالرغم من تفشى الكذب و التزوير و ارتفاع معدلات الزواج السري و ما ينجم عنه من تفكك اجتماعي وانتهاك للأعراض، و ضياع لحقوق المرأة و الأطفال وارتفاع معدلات "أطفال الزواج السري" الذين قد لا يعترف بهم الآباء، وما يترتب على ذلك من مخاطر دينية و اجتماعية.