نسائم الإشراق الحلقة رقم (1708)19 سبتمبر2021م،11 صفر1443هـ، مذكرات الشيخ د.يوسف القرضاوي الحلقة رقم (739).

لقاء مع ضابط من أمن الدولة في مصر

عودتي إلى مصر بعد انقطاع عن زيارتها:

تحدَّثتُ من قبل عن انقطاعي عن زيارة مصر تسع سنوات «من سنة 1964م إلى سنة 1973م»، وفي شهر يونيو 1973م عدت إلى مصر، ودخلتها، كما دخلها سيدنا يعقوب وأولاده إخوة يوسف، حين قال لهم: {ٱدۡخُلُواْ مِصۡرَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ ءَامِنِينَ} [يوسف: 99].

ولم يسألني أحدٌ أي سؤال: لماذا غبت هذه المدة؟ أو نحو ذلك.

ولم يستدعني أحدٌ في الداخلية أو غيرها، ليوجِّه إليَّ سؤالًا، وإن كان سألوا بعض الناس عني، مثل: الحاج عبده مصطفى، رجل الجمعية الشرعية المعروف، الذي رآني مرة أسير في شارع شريف، فأسرع ينادي عليّ، ويدعوني أن أشرب عنده فنجانًا من القهوة.

كما سألوا أخي وصديقي الشيخ حسن عيسى عبد الظاهر «الدكتور بعد ذلك» لماذا ينقلني بسيارته ويهتم بشأني؟

أما أنا فلم أُسأل، وظللت هكذا، طوال عهد الرئيس أنور السادات رحمه الله ، ولم أكن أقف في المطار، ولا يعوقني عائق في السفر أو القدوم.

تغيُّر الأوضاع الأمنية:

وبعد قتل الرئيس السادات، وتولِّي الرئيس حسني مبارك للحكم، بدأ الوضع يتغيَّر؛ ففي يوم من الأيام: قيل لي: إنَّ هناك ضابطًا من أمن الدولة يريد أن تتصل به، وترك لي رقم هاتفه. وكنت على أهبة السفر، ولا أجد وقتًا للاتصال، فسافرتُ دون أن أتصل به.

وعندما قدمتُ لقضاء الإجازة الصيفية، وجدت الوضع في المطار قد تغيَّر، فأوقفت قليلًا، وأُخذ جوازي ليُعْرض على جهات الأمن في المطار. وقال لي الضابط الذي تسلَّم مني الجواز: إنها فرصة لتشرب معنا القهوة، ونسألك بعض الأسئلة، التي قد لا نجد من يجيب عنها غيرك. وسألوني بعض الأسئلة وأجبتهم عنها بما وفقني الله إليه.