عدوديات:/ محمدسالم النيه

ثلاثة مواقف من سرعة بديهة العلامة محمد سالم بن عدود رحمه الله تعلى:

أولا:
زار الشيخ عدود يوما أهل بيت بمناسبة مولود عندهم طال انتظاره بعد فارق سنوات بينه مع أخته، فلما سلم عليهم عدود وأعطوه الصغير ليقرأ عليه، قال لهم "هذا اطْفيل فيه علامَه من علاماتْ أهل الورعْ"، فعجب الناس من هذه العلامة التي رأى فيه، والطفلُ ما زال في المهد، فقال مفسرا ذلك: "ما كال شِ مَن لبن اختُ".

ثانيا:
كانت إحدى الأسرمن أبناء العمومة أسرةُ أهل دياه، في الستينات من القرن الماضي، كثيرا ما ينزلون منتجعات شمال "بُتليميتْ"، وكانوا ربما قطنوا الزمن الكثير عند بئرين قصيرتين هناك اسمهما: "أنْدَبَّلَّ ومْنَيْصِيرَ"، ثم سكنوا العاصمة في أوائل من نزل بها، وكان بيتهم معروفا بالكرم وحسن الضيافة.
وفي مجلس عزاء بعد وفاة المرحوم محمد المام ول دياه سنة 2007 م، التقى العلامة عدود مع العلامة الشيخ بن حم عند هذا البيت الكريم بيت أهل دياه.
فنزع الشيخ عدود عمامته ووضعها للشيخ بن حم على رأسه، إعظاما وتوقيرا لآل البيت والعلماء، ولما انتهى المجلس الموقر، المليئ بما ليتني كنت حفظته كله، وأراد الناس الانصراف، أخذ السيد الكريم محمد عبد الله بن دَياه عمامة وأهداها للشيخ عدود، وأراد التنبيه على أنها ليست بجديدة، فقال له "هذا حَولِ كان عَنْدْنَ هَونْ فالتَّزايَ"، فقال له عدود بديهة: "التزايَ اخباركم مَنهَ؟ عَدْكُمْ بيهَ "أنْدَبَّلَّ ومْنَيْصِير".

ثالثا:
حدثني من أثق به أنه بعد الأحداث المعروفة ب"التسفير" التقى الأديب الكبير السيد عابدين ول التقي مع الشيخ عدود، فسأله الشيخ عن بعض الجماعة هناك، وكيف حالهم مع تلك الأحداث ومن كان هناك منهم؟
فبدأ عابدين كلامه بقوله: "سبْعَ واثْلاثينْ راجَلْ ــ وَخَمْسْ أعْلَياتْ" فقال له عدود على البديهة: " آن ما سولتك عن كاف امن اسغيّر".
رحم الله الشيخ عدود وبارك الله في الأحياء، وليتنا نجد من يؤلف لنا عن هذا الجانب من هذه الشخصية الخارقة.

دمتم بخير.