للفرنسيين عداء لا يستطيعون كتمانه للمآذن. ومسجد ستراسبورغ الكبير خير شاهد على ذلك. فرغم موافقتهم على تصاميم بنائه بمئذنة، ورغم كون المشروع مشتركا مع المغرب فقد بقي المسجد حتى اليوم بلا مئذنة بسبب عراقيل إدارية.
لكن أن يكون المتفرنسون في الجزائر معادين، هم أيضا، للمآذن، وكارهين لها لدرجة حذفها من صورة تنشر على الصفحة الأولى من جريدة، أمر يثير الغضب والخوف معا.
جريدة الوطن المتفرنسة نشرت صورة لجنازة الرئيس السابق بوتفليقة بعد أن مسحت من خلفيتها مئذنة الجامع الكبير، أحد أهم معالم العاصمة الجزائرية اليوم.
غضب كبير في الجزائر بسبب هذا التصرف الذي يعبر بشكل واضح وجلي عن عداء طبقة معينة للإسلام ورموزه وعن جرأتها على مقدسات الأمة وقد أمنت من تطبيق القوانين عليها كأنها تتمتع بحماية "قنصلية" من الأجنبي.
ما قامت به جريدة الوطن ليس إهانة للجزائر وحدها بل هو إهانة لنا جميعا. المسجد وهيبته ودوره الاجتماعي يجب أن يكون قضيتنا الأولى. بدون المسجد نحن لا شيء. بدون المسجد كان النصارى سيتمكنون من تحويل بلداننا إلى الكاثوليكية بالقوة ومحاكم التفتيش كما حاولوا لقرون لولا المقاومة الشرسة ودماء الشهداء.و