نسائم الإشراق الحلقة رقم (1711)22 سبتمبر2021م،14 صفر1443هـ، مذكرات الشيخ د.يوسف القرضاوي الحلقة رقم (743).

ثم قلت: وقد كان الإخوان موجودين بالفعل منذ عهد الرئيس الراحل السادات، وكان الأستاذ التلمساني رحمه الله، يُدعى في الاجتماعات المختلفة باعتباره مرشدًا للإخوان!

قال: ولكن الأستاذ التلمساني، كان عنصرًا ملطفًا بطبيعته الهادئة، وشخصيته الطيبة، ثم لم يكن التنظيم مُحكمًا كما هو محكم اليوم.

قلت: الذي أراه مخلصًا: أن علاج هذا كله يكمن في الاعتراف بالإخوان جماعةً لها كيانها وأهدافها ونشاطها في حدود النظام العام والقانون. ونحن أحوج ما نكون إلى تجميع كل القوى، وتوحيد صفوف الأمة للبناء والتنمية والرقي بوطننا، بعيدًا عن التوترات والصراعات.

أنا أقول هذا بوصفي مصريًّا مسلمًا، يحبُّ الخير لوطنه، والإعزاز لدينه، وقد علمتني رحلاتي المختلفة إلى أقطار العالَم: أن مصر من أرجى بلاد الله لنصرة الإسلام، إن لم تكن أرجاها جميعًا.

أنا أقول لك هذا بصراحة العالِم، لا بمناورة السياسي، وأنا ليس لي أي وضع تنظيمي في الإخوان!

استعفائي من التنظيم العالمي للإخوان:

قال: نحن نعلم أنه ليس لك أي وضع تنظيمي في الإخوان داخل مصر، ولكن في التنظيم العالمي ألا يوجد لك مشاركة فيه؟

قلت: كان لي مشاركة من قبل، ثم استُعفيت منذ سنين؛ لأتفرغ لخدمة الإسلام بالعلم والفكر والدعوة، وأعتبر نفسي مِلْك المسلمين جميعًا، لا ملك الإخوان وحدهم. وهذا لا يعني أني أتنكر لفكر الإخوان أو لدعوتهم، وهم قد يعتبرونني منظّرهم أو مفتيهم، كما أن كتبي تعدُّ من مراجعهم الأولية، وهم أول الناس قراءة لها.

وهناك أسئلة أخرى جرت في هذه المقابلة، لا تهمنا هنا، إنما الذي يهمنا هو التعليق على بعض الأمور، مثل الأحكام العسكرية.

وبعد أكثر من ساعة، انتهت المقابلة، وانصرف الضابط المسئول مشكورًا، ولم أعرف الهدف من وراء المقابلة، ولعله مجرد التعرف والاستكشاف أو التعارف، المهم أني قلت ما أعتقد أنه الحق، ليوصله الرجل إلى من هم فوقه. وبالله التوفيق.