مبادرة شبابية تبتكر أسلوبا جديدا في التوعية ضد حوادث السير 

مبادرة شبابية تبتكر أسلوبا جديدا في التوعية ضد حوادث السير 

ابتكرت حملة "معا للحد من حوادث السير" طريقة جديدة في التوعية ضد مخاطر حوادث السير وذلك من خلال توزيع رسائل في أغلفة على المسافرين، وتنوي الحملة التي ينسقها المدون والناشط الجمعوي محمد الامين الفاظل توزيع 5000رسالة من هذا النوع

وفيما يلي نص الرسالة:

أخي الراكب بعد التحية..

يشرفنا في حملة "معا للحد من حوادث السير" أن نكتب إليك، وأن نسلمك يدا بيد هذه الرسالة التوعوية الخاصة. ولأنك قد تتساءل عن السبب الذي جعلنا نكتب إليك، ونحرص على أن نسلمك هذه الرسالة يدا بيد. إليك الجواب: إن السبب الوحيد الذي جعلنا نكتب إليك هو حرصنا على سلامتك.

أخي الراكب، تتسبب حوادث السير، حفظك الله منها، في الكثير من إزهاق الأرواح، ومن الإصابات المتفاوتة في الخطورة، بعضها قد يتسبب في عاهات مستديمة، كما تتسبب أيضا في الكثير من الخسائر المادية.

إليك وبشكل سريع ـ أخي الراكب ـ هذه الأرقام لتدرك حجم الخسائر البشرية والمادية التي تتسبب فيها حوادث السير، ففيما بين العام 2003 و2015 وقع على الأراضي الموريتانية وفق الإحصائيات الرسمية ما يزيد على مائة ألف حادث سير (تحديدا 103301)، أصيب فيها 37.509 جريحا و 2669 قتيلا. إنها بالفعل مجازر طرق وحرب شوارع حقيقية!

أخي الراكب، من أجل سلامتك لا تشغل السائق بالأحاديث الجانبية، ولا تطلب منه أن يزيد من السرعة، ولا من الحمولة، فكثيرا ما نلاحظ أن بعض الركاب بدلا من أن يطلب من السائق التقيد بإجراءات السلامة المرورية، فإنه يشغله بالأحاديث الجانبية، ويحثه ـ في الوقت نفسه ـ على زيادة السرعة، وزيادة الحمولة حتى لا يبقى شيئا من حقائب ذلك الراكب وأمتعته.

أخي الراكب، في موسمنا التوعوي الأول في العام 2016 تمكنا من لفت انتباه السلطات على خطورة الحمولة الزائدة، وتم حينها أخذ قرار بتوقيف كل السيارات والحافلات ذات الحمولة الزائدة، وخلال مراقبتنا لتنفيذ هذا القرار الذي لم يستمر طويلا لا حظنا أن بعض الركاب يشترك مع السائق في التحايل على بعض نقاط التفتيش، وذلك من خلال حط بعض الحمولة قبل الوصول إلى نقاط التفتيش، على أن يتم إيصالها بطرق ملتوية إلى السيارة أو الحافلة بعد أن تتجاوز نقطة التفتيش!

ألا تدري يا أخي الراكب بأنك بهذا الفعل الغريب تتحايل على نفسك، فإذا ما وقع حادث ـ لا قدر الله ـ بسبب الحمولة الزائدة فإن الذي سيتضرر هو أنتَ لا عناصر نقطة التفتيش الذين تعتقد أنك خدعتهم وتحايلت عليهم.

أخي الراكب، لا تترك السائق يخاطر بحياتك، وهناك قصص كثيرة تؤكد أهمية الوقوف ضد تهور السائقين، ومنها أن سيدتين طلبتا من سائق حافلة ركاب صغيرة أن يخفف السرعة، فرفض، فما كان منهما إلا أن قررتا ترك الحافلة والبحث عن وسيلة نقل أخرى.. واصل سائق الحافلة طريقه وبنفس السرعة، وعلى مسافة غير بعيدة تعرضت الحافلة لحادث سير تسبب في وفاة عدد من ركابها، وإصابة آخرين بإصابات متفاوتة الخطورة.

هذا الوعي، وهذا الأسلوب المتحضر أنقذ حياة السيدتين، وهو أسلوب نطلب من كل راكب أن يتبعه إذا لم يتقيد السائق بإجراءات السلامة المرورية.

أخي الراكب، كن عينا ساهرة على تقيد السائق بإجراءات السلامة المرورية، وخاصة ما يتعلق منها بالسرعة المفرطة، والتجاوز الخطر، والحمولة الزائدة، والتوقف الفوري عن القيادة عند حصول التعب أو النعاس.

ولأننا نعيش جائحة كورونا فإننا نوصيك أيضا ـ أخي الراكب ـ بوضع الكمامة أو اللثام، واحترام التباعد، وتكرار غسل اليدين بالصابون، والمسارعة لأخذ اللقاح، إذا كنتَ لم تأخذه حتى الآن.

أخي الراكب، تلك هي توصياتنا الموجهة إليك، أما بخصوص تلك الموجهة إلى السلطات فقد سلمنا عريضة مطلبية لفخامة رئيس الجمهورية، تتضمن بعض المطالب من أهمها: ـ إصلاح وترميم كل المقاطع المتهالكة من الطرق الحيوية (وخاصة طريق الأمل) ـ توفير فرق إسعاف وإنقاذ بكامل التجهيزات على كل المقاطع الحيوية من الطرق ـ تفعيل نقاط التفتيش والصرامة في تطبيق قواعد السلامة المرورية..إلخ

أخي الراكب، نتمنى لك سفرا مباركا ووصولا آمنا، ولا تنس أن السلامة الطرقية مسؤولية الجميع.

ــــــ

هذه هي الرسالة التوعوية الخاصة بالراكب وسنعمل ـ إن شاء الله ـ على تسليم 5000 نسخة منها على الركاب.