شاهد على عصر الثمانينات : الحلقة 14 ( آخر نشاط خارجي لنظام هيداله)
في اكتوبر 1984 توجه وزير الخارجية المقدم أحمد بن منيه إلى نيويورك لحضور الجمعية العامة لمتظمة الامم المتحدة والقى خطابا استمعت اليه في الاذاعة الوطنية اكد فيه الموقف الموريتاتي الداعم الشعب الفلسطيني وحمل الكيان الصهيو ني المسؤولية عن تهديد السلم في المنطقة وطالب بانسحاب العدو من لبنان واوضح دعم موريتانيا لنضال شعب جنوب إفريقيا صد نظام الفصل العنصري ومطالبتها باستقلال ناميييا كما دعى المغاربة والصحراويين الدخول في مفاوضات سلام تنهي الصراع بينهما ودعا إلى وقف الحرب بين العراق وإيران والسحاب القوات السوفياتية من افغانستان وإلى نظام اقتصادي عالمي أكثر عدلا. هذا ما علق بالذاكرة من هذا الخطاب.
وبعيد ذاك شارك هيداله في قمة منظمة الوحدة الإفريقية في اديس أبابا التي تميزت بمشاركة الرئيس الصحراوي محمد ولد عبد العزيز بعد انضمام الجمهورية الصحراوية ألى المنظمة الأمر الذي ادى إلى مقاطعة المغرب وحليفتها زائير القمة وانسحاب المغرب من المنظمة وقد اعطت اذاعة موريتانيا لهذا الموضوع اهتماما خاصا منتقدة المغرب ونقلت عن هيداله قوله ( إن موقف المغرب وزائير يثير السخرية ) ودعاهما لمراجعة موقفهما. وكانت زائير يومها يراسها المارشال موبوتو سيسيكو صديق الملك الحسن الثاني.
بعد اسابيع قليلة غادر الرئيس هيداله نواكشوط إلى العاصمة الرواندية بوجمبورة لحضور قمة فرنسا وافريقيا واظنها القمة الثانية وقد رافقه وفد ذكرته الاذاعة لا أتذكر منه سوى وزير الخارجية أحمد بن منيه ومدير للديوان عبد الرحمن بن صيبوط والصحفي اعمر بن بوحبيني الذي سمعت منه تقارير راسل بها الاذاعة عن القمة اخرها تقرير استمعت اليه في نشرة الواحدة زوالا يوم 12/ 12/ 84 تحدث فيه عن اختتام القمة ولقاءات ثنائية جمعت هيداله بعدة رؤساء وقد كان بث المراسلة قبل أقل من ساعة من بث الاذاعة نفسها نبأ الانقلاب على هيداله. كما أتذكر آن العقيد يال عبد الله الحسن وزير الداخلية هو الذي كان يتولى تسيير الامور الجارية طيلة غياب الرئيس حسب ما جرت به العادة.