(من إرشيف الصفحة):
*جولة في أغراض الشعر القديم*
* الشعر ديوان العرب، والأدب مرآة لصاحبه ،ولعصره وبيئته ، لذلك عبر الشعراء عن أحاسيسهم وأحزانهم وآمالهم ومايدور حولهم بأسلوب أدبي جميل ، وطرقوا معظم الأغراض الشعرية : من مدح وهجاء، وفخر ، وحكمة ، ووصف ، وغزل وعتاب...
*(أ)-فمما استحسنه الشعراء - في المدح - قول الفرزدق في زين العابدين ابن الحسين رضي الله عنه :(ما قال لا قط الا في تشهده*لولا التشهد كانت لاءه نعمُ)
- وقول جرير في مدح بني أمية :
(ألستم خير من ركب المطايا * وأندى العالمين بطون راح) ، وقول محمذن السالم الحسني في شيخه الشيخ سيديا:(حوت مادون مرتبة التنبي*يداك من المكارم والمعالي)
(فأنت اذا من الثقلين طرا *
بمنزلة اليمين من الشمال).
* (ب)- وفي الهجاء قول جرير في الغض من بني نمير:
(فغض الطرف انك من نمير *
فلا كعبا بلغت ولا كلابا)
وقول الآخر في بخل قوم:(قوم اذا استنبح الأضياف كلبهمُ*
قالوا لأمهمُ بولي على النار).
*(ج)- وفي الفخر نجد نصوصا كثيرة للمتنبي وأبي فراس الحمداني،مثل قول المتنبي:
- أنا الذي نظر الأعمى الى أدبي* وأسمعت كلماتي من به صمم .
- وقوله:(واذا أتتك مذمتي من ناقص* فهي الشهادة لي بأني كامل)
- وقوله: (واني من قوم كأن نفوسهم * بها أنف أن تسكن اللحم والعظما).
- وقول أبي فراس الحمداني:( ونحن اناس لاتوسط بيننا*
لنا الصدر دون العالمين أو القبر).
وقوله(سيذكرني قومي اذاجد جدهم * وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر).
- وقوله :(واني لنزال بكل مخوفة * كثير الى نزالها النظر الشزر )
(ويارب دار لم تخفني منيعة*
طلعت عليها بالردى أنا والفجر).
*(د)- وفي الحكمة قول المتنبي:
(واذا كانت النفوس كبارا*
تعبت في مرادها الأجسام)*
-وقوله:(وما نيل المكارم بالتمني * ولكن تؤخذ الدنيا غلابا).
- وقوله(ما كل ما يتمنى المرء يدركه** تجري الرياح بما لا تشتهى السفن)
-وقوله :(بقدر الجد تكتسب المعالي* ومن طلب العلى سهر الليالي).
*(ه)- وفي الغزل نذكر قول عمر ابن ابي ربيعة :
(ليت هندا أنجزتنا ما تعد * وشفت انفسنا مما تجد )
(واستبدت مرة واحدة *
انما العاجز من لايستبد ).الخ...
- وقول جميل ابن معمر في بثينة :
( لقد لامني فيها أخ ذو قرابة * عزيز عليه في ملامته رشدي)
(وقال أفق حتى متى أنت هائم* ببثنة فيها قد تعيد وقد تبدي )
(فقلت له فيها قضى الله ماترى* علي وهل فيما قضى الله من رد)
(لئن كان رشدا حبها أو غواية*
فقد جئته ما كان مني على عمد)
(لقد لج ميثاق من الله بيننا * وليس لمن لم يوف لله من عهد)
(فلا وأبيها الخير ما خنت عهدها* ولالي علم بالذي فعلت بعدي).
*(و)- ومن أحسن ما قيل في العتاب قول ابي فراس يعاتب ابن عمه سيف الدولة الذي تباطأ في السعي لفك أسره من الروم:
(فليتك تحلو والحياة مريرة * وليتك ترضى والأنام غضاب)*
(وليت الذي بيني وبينك عامر* وبيني وبين العالمين خراب)
(اذا صح منك الود فالكل هين*
وكل الذي فوق التراب تراب).
* ومن أحسن الرثاء قصيدة ابي تمام المعروفة:
( كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر*
فليس لعين لم يفض ماؤها عذر *
توفيت الآمال بعد محمد *
وأصبح في شغل عن السفر السفر
وما مات حتى مات مضرب سيفه*
من الضرب واعتلت عليه القنى السمر... الخ