نشاطه ومقابلاته:
ولكننا كنا نتابع نشاط سعيد مما ينشر في الصحف من مقابلاته مع المراسلين الأجانب، ولباقته في الردِّ على أسئلتهم.
وقرأنا لقاءه بالملك عبد الله الذي رحب به، وقرَّبه منه، وكان سعيد يثني عليه، ويقول: هو أذكى ملوك العرب، وأعلم ملوك العرب، وأتقى ملوك العرب، وقد عينه حاكمًا عسكريًّا لمدينة القدس.
مجلة «المسلمون»:
وبعد عودته إلى مصر وانتخاب الأستاذ الهضيبي مرشدًا عامًّا للإخوان، كان قريبًا منه، وقد فكر في إنشاء مجلة تخلف مجلة «الشهاب» التي كان يديرها، فأسس مجلة «المسلمون» التي ظلت تصدر مدة من القاهرة، وكان يكتب فيها كبار العلماء والدعاة والمفكرين المسلمين. وقد كتبت فيها مرة أو مرتين.
في عنبر الإدارة:
وبعد أن قامت الثورة، في 23 يوليو 1952م، كان له صلة ببعض ضباطها، وظلت علاقته بهم طيبة، فترة من الزمن، حتى اصطدمت الثورة بالإخوان، وكان الحل في 11 يناير 1954م، اعتقل سعيد مع المعتقلين، وهناك لقيته وجهًا لوجه لأول مرة، ولكن لم يقع بيننا حديث أو حوار. وقد قدَّمني الأستاذ المرشد لأصلِّي بالإخوان إمامًا، فكان يصلي ورائي مع سائر الإخوان، واستمرَّ ذلك عدة أيام، ثم نقل مع أعضاء مكتب الإرشاد وقادة الجماعة، في عنبر خاص يسمى: «عنبر الإدارة»؛ تمييزًا لهم، أو لتيسير الاتصال بهم.
الصراع مع عبد الناصر:
وبعد ذلك خرج الإخوان من معتقلاتهم، وذهب عبد الناصر إلى منزل الأستاذ الهضيبي، واعتذر له عمَّا حدث، واتُّفِق على بدء صفحة جديدة بين الجماعة والثورة، ولكن سرعان ما قلبت الثورة ظهر المجنّ للإخوان، وظهر جوٌّ مشحون بالتوتر والصراع، وسافر الأستاذ الهضيبي إلى سوريا، ثم عاد، والجو يزداد تلبدًا بالغيوم، وينذر برعد قاصف، وبرق خاطف، وسيل جارف.