تشديد المراقبة على سواحل الشمال "يُنعش" الهجرة غير الشرعية ‬

تشديد المراقبة على سواحل الشمال "يُنعش" الهجرة غير الشرعية ‬

ارتفعت تدفقات المهاجرين غير النظاميين الطامحين إلى بلوغ “الإلدورادو الإسباني” انطلاقاً من سواحل المدن الشاطئية بالصحراء المغربية، طيلة الأشهر الماضية، بخلاف مسار الهجرة النمطي الذي يَتخّذ من منطقة الشمال المعبر الأساسي لبلوغ “الأراضي الإيبيرية”.

وأحبطت السلطات الأمنية العديد من محاولات الهجرة غير الشرعية في مناطق متفرقة من الصحراء؛ بينها الداخلة والعيون وطرفاية وكلميم وبوجدور وغيرها، حسب معطيات هسبريس، بالإضافة إلى تفكيكها بعض الشبكات الإجرامية النشطة في هذا المجال خلال الأسابيع المنصرمة.

وتمكّنت مصالح الأمن بجهة العيون-الساقية الحمراء من إنقاذ مجموعة من المهاجرين غير الشرعيين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، نهاية الشهر المنصرم، كانوا يستعدون للإبحار على متن قارب مطاطي في اتجاه جزر الكناري؛ فيما أنقذت سلطات الصيد البحري 58 شخصاً مرشحا للهجرة السرية في سواحل طانطان نهاية الأسبوع الفائت.

ولقي 14 شخصاً من دول جنوب الصحراء الإفريقية مصرعهم بالمحيط الأطلسي، قبيل أسابيع، أثناء محاولتهم بلوغ جزر الكناري انطلاقاً من مدينة طانطان. وفي ظل “انتعاش” أنشطة الاتجار بالبشر في الجنوب، أوقفت مصالح الأمن بالعيون متورطين في تنظيم الهجرة غير الشرعية خلال الآونة الأخيرة.

وفسّرت فعاليات متتبعة لموضوع الهجرة ارتفاع أعداد المهاجرين غير النظاميين في الصحراء بتشديد المراقبة على سواحل المدن الشمالية، بعد أحداث معبر سبتة الذي شهد عبور أزيد من 8 آلاف شخص نحو الثغر المحتل، ما دفع شبكات الاتجار بالبشر إلى الاتجاه نحو الأقاليم الجنوبية للمملكة.

وأورد محمد بنعيسى، المكلف بالتواصل في مرصد الشمال لحقوق الإنسان، أن ارتفاع معدل الهجرة غير النظامية في شواطئ المدن الجنوبية مرده إلى “النشاط المكثف لمافيا الاتجار بالبشر بهذه المنطقة التي تعتمد على القوارب المسروقة أو المصنوعة بشكل غير قانوني”.

وأوضح بنعيسى، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الطلب مرتفع على الهجرة صوب جزر الكناري بعد الحصار الأمني الذي ضربته السلطات الأمنية حول سواحل الشمال، وصعوبة المراقبة الأمنية لسواحل هذه المنطقة، بالإضافة إلى أن مياه الأطلسي في أواخر فصل الصيف تكون جاذبة للمهاجرين، قبل دخول فصل الشتاء الذي تستحيل المغامرة فيه”.

ولفت الفاعل المدني، في سرده لمبررات تفاقم الهجرة غير النظامية في المدن الشاطئية للصحراء، إلى أن “الجنوب يعد مدخلاً للمهاجرين من دول جنوب الصحراء عبر موريتانيا؛ كما أن تنقيل السلطات المغربية للمهاجرين الأفارقة المنحدرين من بلدان جنوب الصحراء صوب الجنوب ساهم في تصاعد وتيرة الهجرة، دون إغفال العائدات المهمة التي يدرها نشاط نقل المخدرات من سواحل المغرب إلى الجنوب الإسباني”.

المصدر: هسبريس