ردود الفعل على انقلاب 12 /12/ 84 كما عايشتها.
لم تكن الانقلابات يومئذ تجد اعتراضا يذكر من المجتمع الدولي بل كانت حدثا عاديا وخاصة في إفريقيا فنجاح الانقلاب يكسبه الشرعية ولو استهدف نظاما ديمقراطيا. لهذا لم نسمع باي اعتراض على انقلاب 12/ 12 من المجتمع الدولي رغم آن محللينا معشر أهل البادية تخوفوا من موقف جزائري صحراوي مناوئ نتيجة العلاقات الخاصة مع هيداله لكن سمعت في الغد في نشرة الاخبار الحديث عن زيارة وفد جزائري حل بمطار نواكشوط هو أول وفد يصل البلد منذ الانقلاب وقد نسيت أسم رئيس الوفد الذي اطمان على عدم تغيير موريتانيا موقفها من القضية الصحراوية . وفي اليوم الموالي قرا الصحفي بدن عابدين بيانا من النظام الجديد اكد تمسك موريتانيا بالاعتراف بالجمهورية الصحراوية ومعاهدة الإخاء والوئام مع الجزائر وتونس. وهو ما بدد مخاوف سمعتها يوم الانقلاب من محللي أهل البادية باحتمال دعم المغرب الانقلاب واحتمال عودة موريتانيا لمعاهدة مدريد واستعادة تيرس الغربية من جديد وبالتالي العودة إلى الحرب وهو تحليل ساذج.
على المستوى الداخلي حظي الانقلاب بدعم واسع وتلقته الحركات السياسية _ وهي غير معترف بها _ بالقبول وخاصة بعد مبادرة النظام الجديد بالعفو عن السياسيين المسجونين والمنفيين فضلا عن آن هذا انقلاب على انقلاب فلا وجه للتباكي على شرعية غير موجودة. وقد نظمت مسيرات في كل المدن تابيدا لحركة التصحيح وكان للهياكل فيها نصيب الاسد وتحول ازلام النظام البائد كالعادة إلى مزمرين لنظام يضم الرموز ذاتها. واذكر انني سافرت بعد الانقلاب بنحو شهر إلى العاصمة وعند المرور بوادي الناقة وجدنا مهرجانا لدعم الانقلاب تراسه والي الترارزة الجديد سيدي محمد محمد الامين لحويرثي ( وهو اخو محمد أحمد لحويرثي مدير ديوان الرئيس الحالي).
وكل ما سمعناه عن معارضة الانقلاب جاء من ضباط رفضوا الانقلاب وتم اعتقالهم دون آن يطلقوا رصاصة واحدة هم النقيب مولاي هاشم مفوض الامن الغذائي والنقيب همات وزير الوظيفة العمومية والنقيب بريكه مبارك والرائد ولد الزين قائد الدرك وقد تم اطلاق سراحهم مع هيداله في نفمبر 88 .
اما هيداله فكانت ردة فعله غير متوقعة فقد ذهب الناس من اليوم الأول إلى انه سيطلب اللجوء في الخارج ولاسيما في الجزائر لكن المفاجأة تمثلت في عودته البلاد بعد أيام من الانقلاب فتم اقتياده من المطار إلى السحن.