سبعون عاما من الحكم الشيوعي أبعدت الكنيسة الأرثوذوكسية إلى الهامش لكنها لم تقض عليها. عادت الكنيسة بعد الحكم الشيوعي بقوة. واليوم تتدخل الكنيسة في السياسة متأثرة ومؤثرة.
الحرب بين روسيا وأوكرانيا سببت شرخا عميقا في الكنيسة. التنظيم الهرمي كان يجعل الكنيسة الأوكرانية تابعة لبطريركية موسكو. وهو أمر لم يرض به الأوكرانيون في ظل العداء الشديد لكل ما هو روسي.
طالبت كنيسة أوكرانيا وحكومتها بطريرك القسطنطينية، وهو الاسم المستخدم لإسطنبول في الكنيسة إلى يومنا هذا، بمنح كنيستهم استقلالا ذاتيا يفكهم من التبعة لعدوهم الروسي. بعد مفاوضات طويلة وافق بطريرك القسطنطينية وسلم قرار الاستقلال للكنيسة الأوكرانية في حفل كبير حضره الرئيس الأوكراني في مقر البطريركية في حي بالات ضمن بلدية الفاتح على ضفاف خليج القرن الذهبي وسط إسطنبول في يناير 2019.
الكنيسة الروسية اعتبرت منح الاستقلال للأوكرانيين خطأ كبيرا. وقطعت العلاقة مع كبير البطاركة في اسطنبول، ومع كل بطريركية تعترف بالبطريركية الأوكرانية الوليدة، وشمل ذلك الاسكندرية واليونان وقبرص. وما تزال كنائس أرثوذوكسية أخرى توازن تجاذبات موسكو وأوكرانيا لتقرر إلى أي الفريقين تنحاز.
هنا نقطة مهمة: أعلى سلطة مقررة في الكنيسة الأرثوذوكسية موجودة في مدينة مسلمة وبلد مسلم. وهي ظلت موجودة بدون انقطاع منذ الفتح الاسلامي. لنقارن ذلك بتجربة الأندلس حيث نفي كل وجود إسلامي بعد سيطرة الصليبيين.
ونقطة مهمة أخرى: من يدعي أن تأثير ودور الكنيسة في أوربا محدود يجب أن يراجع معلوماته ويطالع أخبارا، ربما لا تكون ضمن العناوين الرئيسية. ليس كل شيء مهم يذكر ضمن العناوين الرئيسية.