قمة الدار البيضاء 1985/ عبد الله سالم اللوه

شاهد على عصر الثمانينات : الحلقة 21 ( قمة الدار البيضاء 85)
في فبراير 1985 غادر الرئيس معاوية نواكشوط في أول حركة له خارج البلاد منذ وصوله الحكم وذاك ليشارك في القمة العربية الطارئة في الدار البيضاء رغم آن العلاقات الدبلماسية ما تزال مقطوعة مع المغرب. 
تابعت القمة من خلال إذاعتي نواكشوط ولندن وهي قمة قاطعتها خمس دول عربية هي الجزائر وليبيا ولبنان و سوريا واليمن الجنوبي وكان سبب مقاطعة الجزائر لها شدة توتر العلاقات بينها وبين المغرب محتضن القمة اما الدول الآخرى فيرجع السبب إلى أنها ترى فيها امتدادا لقمة فأس التي يرون فيها نوعا من التساهل في الحقوق العربية والملفت آن ليبيا قاطعت القمة لهذا السبب رغم أنها تشكل مع المغرب تحالفا باسم الاتحاد العربي الإفريقي وهذا ما جعل عبد السلام حلود الرجل الثاني في نظام القذافي يصرح _ كما قرات في مجلة رسالة الجهاد الليبية _ بأن المقاطغة لا تؤثر على العلاقات مع المغرب. وفضلا عن هذه الدول لم تشارك مصر ولم تدع نتيجة المقاطغة العربية لها منذ كامب ديفيد 1979 .
لا أتذكر مستوى تمثيل كل دولة سوى آن من بين الزعماء الحاضرين معاوية والملك الحسن وياسر عرفات الذي لفت انتباهي تركيز الصحفي المرافق لمعاوية _ ولا انذكره _ في مراسلته لإذاعتنا على تسميته بأبي عمار وهي أول مرة أسمع فيها هذا اللقب ففزعت إلى من أثق فيه لأساله عن ازعيم الفلسطيني ابي عمار الذي انتزع الاضواء من ياسر عرفات فأخبرني انه هو ياسر عرفات نفسه.
كالعادة لم تسفر القمة عن الكثير واهم ما اسفرت عنه تشكيل لجنة لتنقية الأجواء بين الدول العربية تراسها العاهل السعودي الملك فهد وقد باشرت اعمالها بعد القمة وتمكنت من اقناع سوريا والاردن باعادة العلاقات الدبلماسية بينهما ونجحت في ذاك بين العراق وليبيا لكنها فشلت في تنقية الأجواء بين سوريا والعراق رغم الحهود المحمومة التي بذلتها فالعداء بين صدام والاسد كان مستحكما وما بينهما أربى من المشاتمة.
ادت مشاركة معاوية في القمة إلى نحسن العلاقات الموريتانية المغربية فبعد عودة معاوية إلى نواكشوط ارسل وزير الداخلية حبريل بن عبد الله إلى المغرب _ ولا ادري لما ذا لا يرسل وزير الخارجية _ فتم الاتفاق  على استئناف العلاقات الدبلماسية بين البلدين.
الواقع العربي والدولي في تلك الفترة تخصص له حلقات تتناول فيه ذكريات عشناها آن شاء الله.