قال العلامة محمد عبد الرحمن ولد عابدين إن المحاظر تحتاج إلى تجديد حتى لا تندثر ،وذلك بإحياء جهود العلماء الرواد والاقتداء بإخلاصهم وزهدهم، فالعلم من الرجال وليس من بطون الكتب فمن أخذ الفقه من غير الرجال غير الأحكام كما يقال.
وأوضح ولد عابدين أن الاغنياء مطالبون بالإنفاق والصرف على تعليم العلم الشرعي، كما قام الأنصار بالإنفاق على المهاجرين الذين جاؤوا ليعلموهم الاسلام ،وهو ما ضاق به ذرعا منافقو المدينة عندما سجل القرآن الكريم هذا الموقف:" لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولله خزائن السموات والأرض. الآية.
وحذر الإمام من تهميش العربية التي قال إن في إضعافها إضعافا للإسلام وفهمه، فالعرب هم قلب الإسلام النابض ودماغه، ولاهتمام السلف بالعربية كان بعض علماء الحديث لا يقرئ إلا من يجيد العربية، مضيفا أن العربية المتداولة في التعليم ليست هي العربية التي يمكن أن يفهم بها الدين، وتستنبط الاحكام، وإنما العربية في تراث المحظرة الشنقيطية، وفي ميراث علمائها المجددين ،من أمثال الشيخ محمد المامي والعلامة محمد اليدالي ،الذي كان أول من أدخل الشعر والعربية في علوم المحظرة والعلامة محمد مولود ومحمد ولد محمدسالم وغيرهم.
ونصح الإامام الشباب بالإقبال على إتقان العربية والعلوم الشرعية التي تدرس في المحاظر ،والبناء على هذا الإرث الحضاري الضخم من خلال استثمار نقاط القوة ،والبناء عليها وتحييد نقاط الضعف وسدها، والتمسك بهويتهم ولغتهم حتى لا تجتاحهم العولمة التي تشكل تحديا خطيرا للخصوصية والهوية الحضارية.