لو وفق القائمون على المعرض الموريتانيى فى تظاهرة الإمارات لجهزوا أنفسهم لما ينافس ويشد الأبصار والأفئدة, بعيدا عن المشترك بيننا وعديد الدول التى لها السبق فيه, أو الذى لا زلنا نتعلم أحرفه وقد أتقن كثيرون كلماته وجمله.
لو قدم القائمون على الحفل من يقرأ قصيدة العلامة محمد عالى عدود رحمه الله تعالى بصوت أصيل مع صور تخدم النص الجميل فيها لقدموا لوحة جميلة عن حياة البدو أصحاب الإبل فى منطقتنا :
وبيداء تيها لا توافق قاصدا "" ترى الأسد فيها والسليكي راصدا
ولو قدموا بنفس الطريقة قصيدة الرمز أحمدو ولد عبد القادر لكانت اللوحة مكتملة عن المحظرة وفنونها وطريقة تحصيلها :
آه على عهد المحاظـر والهـوى "" غض الأزاهر والزمـان شبـابُ
لا تجهل الأرض المحب ولا الذي "" فـي أي حـب غيرهـا يرتـابُ
كم هدهدتني للوهـاد وهادهـا "" ولكـم رمتنـي للنجـاد هضـابُ
ولو قدم المعرض صورة لمئات المخطوطات فى موريتانيا لكان ذلك أهم وأكثر
لست فى وارد رفض الجوانب الاقتصادية المهمة ولا توضيح أبواب الاستثمار وطرقه, أما الفن ومتعلقاته فتلك أهم الثقافات عندى, ولكن ما قصدته هو أن العالم يعترف لنا بالعلم الشرعي واللغة وفنون المحاظر والمحافظة عليه عبر مئات السنين, وعلينا أن نثمن هذا المكسب ونجعله حاضرا فى كل التظاهرات بطرق عرض عصرية وأشكال أنيقة .
إن عرض ثقافتنا بهذه الطريقة حيث ( لوزار وتَندكْريشه والتِّزياتن ولمَّاعين ولعروص واخرزه لمدلِّ ) أمور ليست جذابة والمكان لا يتطلبها, وتذكرنى بملاحظة للدكتور الشيخ سيدي عبد الله عن مسابقة ركوب الحمير فى تثمين التراث الوطني خلال بعض المهرجانات .
ولو نصبت شاشة كبيرة فى مدخل معرضنا هناك وعرضت مقاطع منتقاة من المرحومة ديمى منت آبه هادئة وواضحة الألفاظ والأهداف لكانت أبلغ فى إيصال رسالة الفن الموريتاني وأكثر وقعا فى أي نفس تعشق الصوت الجميل والكملة الرائعة (حد ما داخلُ آزَّايْ ماهِ لاه تشيانْ عندوُ).
ضربت أمثلة فقط بالأسماء التى ذكرت وهي كثيرة ومتنوعة فى كل الثقافات والأعراق .
ش