كنا قد ذكرنا ان مذاهب العرب لحل قضية فلسطين والتعامل مع إسرائيل ثلاثة مذهب القائلين بدولة واحدة تستاصل أسرائيل بطرد كل من قدم من اليهود بعد الحرب العالمية الأولى ومذهب القائلين بدولة واحدة تضم اليهود مع العرب تكون الغلبة فيها للعرب من خلال وقف الهجرة اليهودية وإعادة اللاجئين الفلسطينيين ومذهب القائلين بدولتين عربية ويهودية وهذا هو المذهب الذي غلب وخاصة بعد آن تبنته قمة فاس العربية 1982 بمبادرة من ولي العهد السعودي يومئذ الأمير فهد بن عبد العزيز وسميت باسمه المبادرة التي وصفت بانها الحد الادنى الذي يحرم على العرب اخذ ما دونه وهو محرم انتهك فيما بعد. ولقد قرات تفاصيل المبادرة في احدى الصحف بعد سنتين من صدورها ورغم اني لا أتذكر التفاصيل الا آن الخطوط العامة لها تتمثل في التالي:
_ انسحاب فوري بإسرائيل من الاراضي المحتلة عام 67 بما فيها شرق القدس.
_ عقد مؤتمر دولي السلام في الشرق الاوسط تخصره الدول الخمس الكبرى واطراف النزاع.يفضي إلى اقامة دولة فلسطينية على اساس قرار التقسيم الذي اقرته الجمعية العامة للامم المتحدة عام 47 والذي رفضه العرب لعقود وهو قرار يقضي بتقسيم فلسطين بالسوية بين دولتين عربية ويهودية وهو قرار أصبح متجاوزا عند اليهود وحتى المجتمع الدولي.
_ عودة جميع اللاجئين الفلسطينيين إلى اراضيهم بما فيها الارض المحتلة عام 48
_ اعتماد مبدأ الارض مقابل السلام اي انه في حال قبول اليهود المبادرة يمكن قيام علاقات طبيعية بين دولتهم ودولة العرب.
وتؤكد المبادرة على رفض اي سلام منفرد مع اليهود ولا تجوز مفاوضتهم الا في إطار مؤتمر السلام فمن شذ فمصيره الطرد من الجامعة العربية والمقاطعة كما حدث لمصر وشدد العرب على المقاطغة التجارية الدولة اليهودية.
ولقد واجه هذا المذهب العربي صعوبات جعلت العرب يتخلون عنه منذ التسعينات ويكتفون بدولة فلسطينية على الاراضي المحتلة عام 67 والتي لا تتعدى 20 بالمائة من فلسطين من هذه الصعوبات.
_ رفض الدول الكبرى المبادرة واصرارها على آن الدولة الفلسطينية لا يمكن آن تتعدى حدود 67..
_ تعنت اليهود واصرارهم على رفض السلام.
_ تخاذل العرب وعدم ثقة بعضهم في بعض ووجود خلافات حول بعض التفاصيل فمثلا كان بعض العرب يعترف بالقرارين 242و 338 في حين يرفضه بعضهم.