موسوعة «تحرير المرأة في عصر الرسالة»:
وما زال كذلك حتى فرغ من كتابه أو من موسوعته التي سمَّاها: «تحرير المرأة في عصر الرسالة». يريد أن يقول لقاسم أمين وجماعته: إن المرأة قد تحرَّرت قبلك منذ ثلاثة عشر قرنًا، منذ أرسل الله محمدًا بالهدى ودين الحق.
وقد شرفني بأن كتبتُ مقدمةً ضافيةً، بجوار مقدمة شيخنا الشيخ محمد الغزالي، تحدثتُ فيها عن جهده الذي بذله، وبذلته معه زوجه أم عبد الرحمن، حتى ظهر هذا المولود إلى النور، كبيرًا، يملأ الآفاق، ويضيف إلى كتاب التجديد في الإسلام: صفحة مشرقة، في موضوع ضاعت فيه الحقيقة بين الغلو والتفريط.
واستقبلت كتابه كل الفئات المختلفة في مجتمعنا العربي والإسلامي بالترحاب والتأييد، إلا فئة واحدة، هم إخواننا «السلفيون» الذين رفضوا الكتاب، وأبوا أن يلتقوا مؤلفه، وقد دعاهم ليحاورهم ويحاوروه حول نقاط الخلاف، فقالوا: إن الكتاب مرفوض عندهم جملة وتفصيلًا.
وقد علّق علامة الشام فقيه الأدباء وأديب الفقهاء: الشيخ عليّ الطنطاوي على هذا الموقف، قائلًا: إذن هم يرفضون القرآن، وصحيحي البخاري ومسلم! إذ لم يقم بنيان الكتاب إلا عليها!
وقد ترك عبد الحليم أوراقًا مكتوبة في موضوعات شتى، بعضها شبه مكتمل، وبعضها يحتاج إلى شيء من الجهد حتى يصلح للنشر.