وقد نشر بعده كتابه الفريد: «نقد العقل المسلم» الذي كتب مقدمته المفكر المسلم الكبير، الدكتور محمد عمارة، وأثنى عليه.
وترك عبد الحليم وصية بمبلغ من المال، رصده لخدمة الفكر الإسلامي، وأوصى لجماعة من إخوانه من العلماء والمفكرين والدعاة المسلمين أن يتولوا هذا الأمر من بعده، ويسدِّدوه، ويوجِّهوه إلى حيث كان يريد رحمه الله. وأنا واحد من هؤلاء، مع الإخوة: طارق البشري، ومحمد عمارة، وأحمد العسال، وفهمي هويدي، ومحمد العوا، وسيد دسوقي، وجمال عطية، وآخرين.
مجلة «المسلم المعاصر»:
وكان عبد الحليم مشغول الفكر والقلب بالتجديد والإصلاح، وخصوصًا للحركة الإسلامية والأمة الإسلامية... ففي وقت من الأوقات شُغل - وشَغَلَنا معه - بضرورة عمل إيجابي للتجديد والإصلاح، وانتهى إلى أن يكون في صورة مجلة ذات وزن علمي وفكري ثقيل، اجتمعنا من أجلها اجتماعات شتى، في بيروت وفي الكويت وفي غيرهما، تدعو إلى الاجتهاد والتجديد، وتمارس الاجتهاد والتجديد. وانتهينا إلى تسميتها «المسلم المعاصر»، فهو صاحب الفكرة ومنفذها ومتابعها حتى خرجت.
وقد كتب في أعدادها الأولى مقالات فكرية نقدية، كان لها صداها ووقعها في المجال الإسلامي، والمجال الفكري، والمجال الإصلاحي، ولا سيما ما اشتملت عليه من نقد شجاع للحركة الإسلامية والدعوة الإسلامية، ومن ذلك مقاله: «أزمة العقل المسلم»، ومقاله الآخر: «أزمة الخُلُق المسلم».
ثم اختلف مع صديقه رئيس التحرير د. جمال عطية، فترك له المجلة؛ لأنه لا يحب أن يعمل في جو الخلاف أو الصدام.














