ثقافة احترام المستهلك / المحامي محمد المامي ولد مولاي أعل

منذ أيام قررت أن لا أشتري من مطعم لايقدم لي قائمته باللغة العربية، وكلما زرت مطعما أطلب القائمة فإن قدمت لي بلغة أجنبية أطلب أن تقدم لي باللغة العربية أو بإحدى اللغات الوطنية.

اغلب أصحاب المطاعم يعتذر أشد الاعتذار ويعدني بتقديمها بالعربية في المرة القادمة، وأعده بدوري أن أشتري من عنده عندما أزوره في المرة القادمة ويكون قد عرب قائمته، وبعضهم يكابر فأنصرف عنه.

الغرض من هذا التصرف ليس مجرد العبث، وليس تعقيدا لاطائل من ورائه، ولكني أرى فيه محاولة لخلق ثقافة احترام المستهلك ومخاطبته بلغته باعتبار ذلك أحد ضمانات حقوقه، وأولها اختيار السلعة أو الخدمة عن وعي وفهم تامين، فضلا عن تعزيز مكانة اللغة الرسمية للبلد في المعاملات، وكسر عقدة تقليد المستعمر كوسيلة لإثبات الذات عند من يعانون من نقص في التقدير الذاتي.!