سعيه لإنشاء جمعية فكرية:
وبعد ذلك عُنِي بأن ينشئ جمعيةً فكريةً، تضمُّ جماعة من معتدلي أهل الفكر، من المهتمين بالتجديد والتَّسديد، وكان يودّ أن يُسجِّلها في مصر، ولما عجز عن ذلك؛ سجلها في باريز.
وأراد أن يكون لهذه الجمعية قبل ظهورها رسميًّا: بيان يعلن عن ميلاد هذا الاتجاه الجديد، فكتب مسودة هذا البيان وطفق يعرضه على أقرب الناس إليه ليُحسِّن منه ويُعدِّل فيه، بالإضافة أو الحذف، أو التقديم أو التأخير، وكنت ممن أسهم معه في هذا الجانب، ثم سلَّمه إلى الأستاذ الدكتور أحمد كمال أبو المجد، ليصوغه الصياغة النهائية، ويخرج باسمه، معلنًا عن هذا التيار الإسلامي الجديد.
حفاوته بالشخصيات الفكرية:
وكان عبد الحليم حفيًّا بكل شخصية يمكن أن تنفع الإسلام ولا سيما في الجانب الفكري المشغول به، وكل شخصية كان لها ميول عِلمانية أو ماركسية أو ليبرالية، ثم بدأت تتجه إلى الإسلام، يجتهد في الاقتراب منها، ودعوتها إلى منزله، ويحاول أن يعرّفها على أصدقائه من الإسلاميين.
وهكذا عن طريقه تعرفت على المستشار طارق البشري، وعلى الكاتب المعروف عادل حسين، وقد صحبهما لزيارتي في منزلي بمدينة نصر بالقاهرة، وانعقدت بيننا منذ تلك الزياة مودة عميقة، ازدادت وتعمقت على مر الزمان.
وكان كلما سمع بشاب ذي مواهب، يُرجَّى لغد هذه الأمة، قرَّبه وشجَّعه، وأخذ بيده، ليمضي إلى الأمام. وربما ساعده ماديًّا عند اللزوم.