رداءة الطرق وغياب وسائل الإنقاذ..يحكمان المشهد في الطريق إلى نواذيبو (صور)

ما إن يتجاوزطريق نواكشوط – نواذيبو بضع كلمترات في اتجاه نواذيبو حتى يتحول إلى شريط ضيق لا يكاد عرضه يصل إلى حجم سيارتين فيما تتناوشه ألسنة الكثبان الرملية في أكثر من مقطع، حتى لا يتسع لعرض سيارة واسعة، ويضع السائقين في مأزق حقيقي خاصة عندما تكون إحدى قاطرات الشحن هي التي تحاول الاجتياز في الاتجاه المعاكس..

وفي المقاطع التي تسلم من تهديد الرمال فإن التقعرات والحفر والمطبات هي التي تحكم المشهد، على امتداد عدة كلمترات لا سيما في المقطع من نواذيبو إلى بولنوار.

يطرح السكان والسائقون بإلحاح مطالب ترميم هذا الشريان الحيوي الذي يربط نواكشوط بمدن الثروات المعدنية وبالعاصمة الاقتصادية للبلاد، لكن مطالبهم لا تجد أي صدى ولا يجري الحديث عن الوضع المزري للطريق إلا عندما يروع الناس حادث سير مأساوي، غالبا ما يكون وراءه رداءة الطريق التي تدفع السائقين لخيارات كارثية من أجل تقليل عدد الضحايا ،وحين لا يكون هناك ملاذ من حوادث السير. يعلق أحدهم.

كما أن وقوع الطريق في منطقة صحراوية تتعرض لتيارات وأمواج عاتية من الرياح تحد من مجال الرؤية، وتنشط عمليات التعرية وحركة الأتربة ضاعف من الجهد الذي يتحمله السائقون من أجل عبور الطريق بأمان خاصة أثناء ساعات الليل.

ولا يعدم سالك الطريق هذه الأيام مظاهر لردم الحفر والتبليط، لكنها جهود خجولة لا تواكب عملية الاهتراء والتهالك التي يتعرض لها الطريق في أجزاء عديدة منه.

ويحمل البعض قاطرات شحن المواد الغذائية بحمولتها الضخمة مسؤولية تهالك الطريق الذي لم يكن معدا في الأصل لاستقبال هذه الشاحنات، لكن تخلف الترميم وانقضاء العمرالافتراضي للطريق في بعض محاوره، وتقطيعه بين أكثر من شركة مقاولات، معاول هدم يرى كثيرون أنها ظلت تعمل في صمت حتى أوصلت الوضع إلى ما هو عليه الآن.

تجدر الإشارة إلى أن موريتانيا حلت في تقرير للملتقى الاقتصادي العالمي حول جودة الطرق، في المرتبة الأخيرة من أصل 137 دولة شملها التقرير.