شاهد على عصر الثمانينات : الحلقة 26 ( خلافات في بعض التفاصيل)
اذا كان المذهب الغالب عل. العرب في تلك الفترة هو القول بإقامة دولتين على اساس قرار التقسيم فإن هناك امورا اتفق عليها العرب يومها منها الاستمرار في مقاطعة الدولة العبرية وعدم الاعتراف بها ما لم تعترف بالحق العربي وتنسحب إلى حدود 4 من يونيو 67 وان اي حل يجب آن يكون في أطار مؤتمر سلام دولي تشارك فيه اطراف النزاع والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وبناء عليه فلا يجوز عقد صلح منفرد مع إسرائيل ولا إقامة علاقات دبلماسية معها قبل استرداد الحقوق. لكن هذا الإجماع الظاهري المنعقد في ظل غياب مصر المطرودة من جامعة العرب بسبب كامب ديفيد لا يخفي خلافات عربية في أمور محددة منها:
_ الموقف من فراري مجلس الأمن 242 و338 الذين يدعوان إسرائيل إلى الانسحاب من الاراضي التي احتلتها عام 67 وكانت منظمة التحرير ترفض هذين القرارين لأنهما في نظرها يكرسان احتلال كل الاراضي التي احتلت عام 48 بما فيها مناطق جعلها قرار التقسيم جزء من الدولة الفلسطينية في حين آن بعض الدول العربية مارست ضغوطا على المنظمة لقبول هذا القرار وسوقته لها على أنه يعالج احتلال الضفة والفطاع ولا يمس الحق الفلسطيني في غيرهما وما زال أصحاب هذا الراي يفتلون في الذروة والغارب لمتظمة التحرير حتى اعلنت قبولها لهذين القرارين عام 88 وهو الإعلان الذي ترتب عليه تنازلها عن قرار التقسيم نفسه واقتناعها كالنظام الرسمي العربي بدولة فلسطينية على حدود 67 لا تتجاوز مساحتها 20 بالمائة من فلسطين.
_ حدود مقاطعة اسرائيل: كان معظم العرب يرفضون اي انصال مباشر بإسرائيل مهما صغر لكن المغرب الذي يتولى ملكه رئاسة لجنة القدس في المؤتمر الإسلامي اجاز اجراء اتصالات محدودة بإسرائيل لا ترقى إلى مستوى التفاوض من اجل السلام وفي هذا الاطار استقبل الملك الحسن الثاني شمعون بيريز رئيس وزراء العدو في افرن بالمغرب عام 86 في زيارة علنية خاطفة وهو ما اغضب بعض العرب وقررت سوريا قطع العلاقات الدبلماسية مع المغرب بسببه وقرات مقالات نارية يوميذ في الصحف السورية التي كان يوفرها المركز السوري بنواكشوط كما سبق آن استضاف المغرب قبل ذاك مؤتمرا اليهود من أصل مغربي شارك فيه هارون ابو حصيرة وزير العدل الاسرائيلي السابق وهو مغربي الاصل.
اما الاتصالات غير المباشرة فقد سمح العرب بمفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل ولبنان تهدف الانسحاب الاسرائيلي من لبنان باشراف دولي وقد ادت هذه المفاوضات في احدى جولاتها إلى صباغة مشروع اتفاق خلدة في 17 ماي 83 الذي رفضته القوى اللبنانية ولم تصادق عليه الحكومة اللبنانية ثم كانت مفاوضات الناقورة فلم تسفر عن شيء ونفذت إسرائيل انسحابات على فترات تحت ضغط المقاومة دون اي تفاوض حتى خرجت من لبنان عام 2000
التصور الصهيوني لحل المشكلة في حلقة قادمة