يأتي حرف الجر "على" في القرآن الكريم لمعانٍ، منها الاستعلاء، حقيقةً، مثل قوله تعالى "وعليها وعلى الفلك تحملون" أو مجازا كقوله تعالى " تلك الرسل فضّلنا بعضهم على بعض"، ومنها التعليل كقوله تعالى"ولتكبروا الله على ما هديكم" أي من أجل أن هداكم، وتخلُف "على" بعض الحروف، في تأدية المعنى، فتأتي بمعنى "في" ومنه قوله تعالى "ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها" أي في حين غفلة من أهلها، وتأتي "على" بمعنى الباء، ومنه قوله تعالى "حقيقٌ علَى أن لا أقول على الله إلا الحق" أي حقيق بأن لا أقول على الله إلا الحق، وتأتي "على" بمعنى "مِن" ومنه قوله تعالى "الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون" والمعنى إذا اكتالوا من الناس يستوفون، وتأتي "على" بمعنى "مع" ومنه قوله تعالى "وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتمى والمسكين.." أي آتى المال مع حبه، ومنه كذلك قوله تعالى "وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم" أي مع ظلمهم، وقد جمع الشيخان ابن مالك في ألفيته، وابنُ بونا في احمراه هذه المعانيَ وغيرها من معاني هذا الحرف في لغة العرب، فقال ابن مالك:
على للاستعلا ومعنى في وعن * بعن تجاوزا عنى من قد فطن.
وقال الشيخ المختار بن بونا:
وبعلى علل ووافقنّ با * ومن ومع وزد على بها اضربا.