في الأسابيع الماضية، كنت أتابع مع أحد المواطنين الضعفاء ملف قطعة أرضية و أساعده بما تيسر من رأي وتوجيه وشرح لحجته لدى الجهات المسؤولة.
وبعد طول تفكير في موضوع القطع الأرضية في العاصمة، تذكرت أن الانسان خلق من تراب. و بعد تأمل في خرائط الشوارع والأحياء.. تبيّن لي وجه تشبيه مرسل بيننا نحن - رجال الدولة والادارة - وبين "النِّيمْرُوَات".
وجدت فينا:
- النيمرُو الظافي أو المساحة: و هو صاحب علاقات واسعة وأذرع طويلة في النظام. ويتمدد في الوظائف العليا على اختلاف مهامها وتخصصاتها، بالضبط مثل "المساحة" أو "النيمرُو الظافي" الصالح لأكثر من غرض: بناء فيلّاهات، مباني سكنية، محلات تجارية، فنادق، الخ..
وفينا:
- النيمرُو المتعدّل: وهو مسؤول عادي، صاحب علاقات متوسطة لا يتجاوز مداه القبيلة والمقاطعة غالبا، وفي أحسن الأحوال يكون له ذِكر على مستوى الولاية ... بالضبط مثل النيمرُو المنسجم مع التخطيط .. لا يسد شارعا ولا ينال من مساحة عمومية. بالكاد يكفي لبناء سكن وگراج.
وفينا:
- نيمرُو الگرن: صاحبه على تماس مع أكثر من مسؤول و أكثر من حكومة و نظام. فهو "المنفتح" و"المفتوح" على أكثر من اتجاه. وله قيمة عاليه لا تتناسب مع حجمه ومساحته. صالح لأن يكون مخبزة أو "استندار" أو "وكالة غزة" لتحويل النقود و رصيد شنگتل.. هو أيضا أكثر مما تتخيّل.
- نيمرُو السماسرة: هو عبارة عن ظواهر صوتية كلامهم معسول ومظهرهم أنيق وهم في الحقيقة خواء .. بالضبط مثل "نيمروات" تراها جميلة وتعجبك، ويكيل لها "الزيادنة" من ألفاظ الثناء والمديح ما لا يحصى، فتشتريها، وحينما تبدأ العمل فيها، فإذا هي سبخة ملح وطين.. لا تصلح لشيء.
وفينا:
- انوَيمْرُوات الگزْره: مساحتهم صغيرة ومعزولين ماهم اعل الطريق
ولكنهم ينتعشون بقدرة قادر؛ ذوك كيف المسؤولين ألِّ أيديهم ماهم ظافيين في الناس، وابلا مؤهلات، يغير گزروا "ابلايص زينات" دون أي مراعاة للمنطق والقوانين ومعايير الانصاف.
وفينا من النيمروات ما لا تعلمون..
سيقول قائل بأني "نيمرُو اعل گرن".. لا بأس .. ههه
خلق الإنسان من تراب..