معاوية في الترارزة سنة 85 / عبد الله سالم اللوه

بعد عودة معاوية من الحوض الشرقي مكث أياما او اسابيع ليبدا جولة في ولاية الترارزة بداها من مدينة القوارب حيث القى خطابا بالعامية الحسانية وهو في زي عسكري ثم واصل جولته في الولاية بالدراعة حيث القى في كل عواصم المقاطعات خطابا بالحسانية وزار المراكز الإدارية واجرى توقفات قصيرة في مدن وتجمعات كانت على طريقه. ركز ولد الطائع في خطبه على ضرورة محو الأمية مبينا آن العالم في تقدم وتحدث في محطات هذه الجولة عن صعود الإنسان إلى القمر وهو ما لاقى استنكارا من الاوساط التقليدية التي لا تصدق بمثل هذا اما النخبة فواجه سخرية بعضها نظرا لأن الجمهور المستهدف لا يهتم بهذا خاصة أن الولاية لا يوجد فيها من الطرق المعبدة السيارات سوى طريق روصو _ نواكشوط وطريق نواكشوط _ بتلميت وفيها مقاطعات تجد السيارات صعوبة في الوصول إليها مع اتعدام وسائل الاتصال الحديثة فكيف يمكن آن تفكر في موضوع الهبوط في القمر.

تابعت هذه الزيارة من خلال التلفزة الوطنية ومما لاحظته فيها اهتمام شعراء الولاية يالقصائد التي ترحب بالزائر وتعلن الولاء له واللجنة العسكرية خاصة في المذرذرة وواد الناقة وقد طرح شعراء المذرذرة على الرئيس ما طرحه السكان من ضرورة فك العزلة عن هذه المدينة التاريخية وتعبيد الطريق الترابي الموصل إليها لكن ذاك لم يلق استجابة فلم يتم البدء فيه إلا بعد سنوات عدة.
كان على أهل كل مقاطعة آن يرسلوا في المدائن حاشرين ياتون بممثلين عن قرى المقاطغة التي لا تقع على طريق الرئيس ليكثروا عدد المستقبلين في عاصمة المقاطغة وقد ارسلت قريتنا لفريوة وفدا حضر المهرجان في واد الناقة كان من ضمنهما شاعران القى كل منهما قصيدة تابعتها في التلفزة وهما الشاعر الاديب بلاهي بن ڜيدي  ومطلع قصيدته
شنقيط قومي واخلعي ثوب الركود # ولتلبسي ثوب التقدم والصعود
والشاعر الاديب حماد اللال ومطلع قصيدته ( صيحة المجد في البلاد تنادي) وفي مهرجان واد الناقة القى العلامة القاضي محمد سالم بن عدود رحمه الله _ وهو يومها رئيس المحكمة العليا _قطعة مطلعها: 
حيوا الرئيس وفود واد الناقه# بدء وحيوا وفده ورفاقه
كما جرت عادة الرئيس في جولاته الأولى كان الرئيس يعقد لقاءا مع أطر كل مقاطعة ويجيب هو ووفده على تساؤلاتهم وفي واد الناقة استفز احدهم الرئيس حين قال ( منى يعود العسكر إلى ثكناتهم ويسلموا السلطة إلى المدنيين) فرد معاوية عليه قائلا آن في هذا سوء ادب تجاه العسكر فالعودة إلى الثكنات تصورهم كالوحوش تعود إلى مغاراتها وهو امر غير لائق وبعد آن اثنى على العسكر قال آن تسليم السلطة إلى المدنيين يتطلب انتشار الوعي بينهم وهو امر ما زال يتطلب وقتا ورفض إعطاء موعد محدد