بينت في حلقة سابقة ذكرياتي عن وفاة الزعيم السوفياتي اندروبوف وتولي قسطنطين تشيرننكو منصبي الامين العام الحزب الشيوعي السوفياتي ورئيس مجلس السوفيات الأعلى (وهو بمثابة رئاسة الدولة) خلفا له وذاك في فبراير 1984 ومنذ ذاك الوقت وانا أسمع في اذاعة موريتانيا الحديث عن ظروفه الصحبة السيئة وسمعت الكبار يتحدثون عن أزمة حكم في الاتحاد السوفياتي لأن الكبار من تلامذة ستالين هم في ظروف صحية سيئة وتقدم في العمر مما يعني أننا قد نشهد تغيرا في القيادة السوفياتية كل سنة. على كل فقد رايت في التلفزة الوطنية صورة تشيرننكو وهو يستقبل بعض رواد الفضاء السوفيات ويحاول التماسك من باب:
وتجلدي للشامتين اريهم # اني لريب الدهر لا أتضعضع
في مارس 85 سمعت في نشرة الواحدة زوالا في اذاعة موريتانيا نبأ وفاة تشيرننكو واظن ذاك بصوت المرحوم أحمد يعقوب البرناوي وبعد يوم سمعت آن الحزب الشيوعي اختار ميخائيل غورباتشوف الخمسيني السن بدله في قيادة الحزب وهو المنصب التنفبذي الاهم في الدولة ثم سمعت آن رئاسة مجلس السوفبات الأعلى او رئاسة الدولة وهو وظيفة شرفية اسندت إلى الشيخ المسن اندري غروميكو وزير الخارجية الذي غادر الوزارة بعد ربع قرن من التربع عليها ليحل محله ادوارد شيفار نادزه ( رئيس جورجيا لاحقا). بعد فترة قصيرة رايت اعدادا من مجلة المجتمع بعضها سبق وفاة تشيرننكو وبعضها بعد ذاك وفيها آن خلافة تشيرننكو تنافس عليها غورباتشوف والسبعيني ميخائيل رومانوف وأن الحزب اختار غورباتشوف لأنه شاب نسبيا ويتمتع بصحة جيدة وذاك أدعى للاستقرار ثم قرات في أحد إعداد المجلة الكويتية هذا العنوان ( الانتقاد يطيح برومانوف) وجاء تحت العنوان آن غورباتشوف اعفى رومانوف من جميع مناصبه لأسباب صحية لكن المجلة ذكرت آن السبب هو انتقاد رومانوف لبرنامج إعادة البناء ( البروستوريكا) الإصلاحي الذي بداه غورباتشوف
في أيام تشيرننكو تحسنت العلاقات الامريكية السوفياتية وتمثل ذاك في حضور جورج بوش ( الأب) نائب الرئيس الآمريكي ريغان لجنازته ولا أتذكر من حضرها غيره.
كان تولي غورباتشوف في اوج حرب افغانستان التي منحتها اهتماما كبيرا في تلك الفترة.
يذكر آن غروميكو لم يتمتع بمنصبه كثيرا فبعد سنتين على ما أظن تولى غورباتشوف رئاسة المجلس الأعلى السوفيات