فعل جعل/ سيدي محمد بن أيده

يأتي فعل "جَعَلَ" لأربعة معان، ولعمله فيها ثلاث حالات:
-المعنى الأول من تلك المعاني الاعتقاد، فقد تكون "جعل" بمعنى "اعتقد" كقوله تعالى "ويجعلون لله البنَتِ" وقوله تعالى "وجعلوا الملئكة الذين هم عند الرحمن إنَثاً" وحينئذ تكون من أفعال القلوب عاملة عملها، فتنصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر، وقد أشار إلى هذا المعنى ابن مالك في ألفيته بقوله :
..... وجعل الَّذْ كاعتقد.
-الثاني التصيير، فتأتي "جعل" بمعنى "صيّر" وفي هذه الحالة أيضا تنصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر، ومنه قوله تعالى "وجعل القمر فيهن نورا" وقد أشار إلى ذلك ابن مالك بقوله :
... والتي كصيّرا * أيضا بها انصب مبتدا وخبرا.
-الثالث الخَلقُ، فتأتى "جعل" بمعنى "خَلَق" وفي هذه الحالة تنصب مفعولا واحدا، ومنه قوله تعالى "الحمد لله الذي خلق السموت والأرض وجعل الظُّلُمَتِ والنور". 
-والرابع الشروع، فتأتي "جَعَل" بمعنى شَرَعَ، وحينئذ تعمل عمل "كان" فترفع المبتدأ وتنصب الخبر، ومنه قول الشاعر :
وقد جعلت إذا ما قمتُ يثقلني * ثوبي فأنهض نهض الشارب الثمل.
وقد أشار إلى هذا المعنى ابن مالك بقوله في باب أفعال المقاربة والشروع:
كأنشأ السائق يحدو وطفق * كذا جعلت وأخذت وعلق.