أحسنت النقابات المشاركة في مشروع إعادة تثمين مهنة المدرس في إصرارها على وضع التحسين المادي ضمن بنود سياسية المشروع وبذلك تكمل الصورة وتجعله بالفعل مشروعا ذا قيمة نظريا، أما عمليا فإنني على يقين من أن الأمر في نهاية المطاف -ما دام فكر القائمين على التعليم كما هو- حبر على ورق، وكيف لا وهرم النظام التعليمي يباهي بما حصل في سنتين مما لم يكن له تأثير إيجابي لا على نسب النجاح ولا على تقدم المستويات ولا على تحسن ظروف الطواقم.
لا أمل ما لم يتخلص من يملكون القرار من روح أم الحليس فلا يبقون راضين من اللحم بعظم الرقبة.
إن التعليم هو عصب حياة المجتمعات ويجب أن يناله من الموارد حظ الأسد فإذا تذمر من ذلك قطاع من القطاعات قيل له المثل الشعبي "اللقمة التي تغضبك هي التي تحملك".
على الحكومة والبرلمان إذا أردوا إصلاح التعليم أن يقولوا للقائمين على التعليم حين تقسيم الميزانية والمصادقة عليها:
لك المرباع منها والصفايا - وحكمك والنشيطة والفضول.
وإلا فلينشدوا:
فاصبر لجهلك إن جفوت معلما - واصبر لدائك إن جفوت طبيبا