يعمل الكثيرون من المنزل ويشهد التعليم عن بعد نمواً هائلاً، بينما يزداد عدد الأجهزة الذكية التي تتصل بشبكات الإنترنت اللاسلكية لتصبح جزءاً من حياتنا اليومية. فبوسع أجهزة المساعد الشخصي التحكم بأجهزة المنزل الذكية فيما تستطيع الثلاجات الرقمية متابعة مخزون الطعام، وتسمح شاشات الفيديو بمتابعة صغارنا في المنزل من أي مكان عبر الهواتف الذكية، ويمكننا ربط أنظمة التحكم بالحرارة والإضاءة بشبكات الإنترنت المنزلية. كما أن هناك طرازات من الغسالات التي تسمح بجدولة دورات الغسيل عن بعد، ويعرف أطفالنا مزايا أحدث الهواتف الذكية بينما يحتاج كبار السن لبعض المساعدة في استعمالها. وكل هذا التواصل يحمل معه الكثير من المزايا والراحة، إلا أنه يجلب مخاطر متزايدة في نفس الوقت.
وخلال شهر أكتوبر، وهو شهر التوعية بالأمن السيبراني، يشجع معهد سانز التدريبي للأمن السيبراني الجميع على نشر برامج التوعية خارج نطاق العمل ومساعدة كافة العاملين والزملاء على تطبيق الدروس المكتسبة في العمل لحماية عائلاتهم وأصدقائهم من خلال المبادرة العائلية «أمان عائلتك».
في هذا السياق قالت هيذر ماهالك، خبيرة الأدلة الرقمية وزميلة هيئة التدريس في معهد سانز التدريبي للأمن السيبراني، والمدير الأول للذكاء الرقمي في سيليبرايت – وهي أم لطفلين: «يمثل كل جهاز شخصي مستخدم ثغرة محتملة لتهديدات النظام، فالهجمات السيبرانية قد تستهدف أي منزل وأي جهاز دون تمييز. هناك مخاطر رقمية في كل مكان، ولكن هناك أيضاً خطوات بوسعنا اتباعها لحماية أنفسنا وعائلاتنا». ويذكر أن ماهالك طوّرت منهاج التوعية الأمنية لمعهد سانز لمبادرة #أمان_عائلتك وقدمت النصائح العملية حول تأمين الأجهزة والبيانات الشخصية وكيفية الحفاظ على أمان العائلة عند الاتصال بالإنترنت.
كما تحدثت ماهالك عن عدد من الأفكار الشائعة والخاطئة حول الممارسات الأمنية الفردية، ومنها أن الشبكة المنزلية صغيرة بشكل لا يجعلها معرضة لخطر الهجمات السيبرانية، وأن الأجهزة الذكية آمنة بمجرد شرائها. فكيف يمكننا إذن تأمين منازلنا وحماية عائلاتنا؟ فيما يلي عدد من النصائح المهمة التي تقدمها ماهالك:
1. النسخ الاحتياطي للمعلومات الرقمية
جميعنا نعرف مدى أهمية النسخ الاحتياطي للبيانات، ولكن متى نقوم بذلك فعلًا؟ وهل نعرف أين تذهب تلك البيانات؟ يعتمد أمن بياناتنا على العادات السليمة التي نمارسها كاختيار كلمات المرور القوية والنسخ الاحتياطي المستمر. افصل عملك عن الأمور الشخصية وعن خطط حفظ البيانات الأسرية وبالتالي لن تختلط المعلومات الحساسة وتصل لأشخاص لا ينبغي لهم الاطلاع عليها.
2. حماية شبكة الإنترنت اللاسلكي الخاصة بك
من الخطوات المهمة كذلك حماية شبكة الإنترنت اللاسلكي Wi-Fi في منزلك. احرص على تغيير اسم الشبكة أولًا، ولا تتركها باسم admin أو باسمك أنت. غيّر كلمة المرور الخاصة بالشبكة إلى كلمة أو مقطع يتذكره أفراد أسرتك ولكن لا يمكن للغرباء أن يخمنوه.
3. التوازن في الحفاظ على خصوصية أطفالك
يواجه الأطفال والمراهقون العديد من الأخطار عند استخدام أجهزتهم، منها التنمّر الإلكتروني والتعرض المحتمل للمجرمين والمتحرشين عبر منصات التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية. وتظهر الأبحاث أن 40% من الأطفال بين الصف الرابع والثامن قالوا إنهم تحدثوا أو تواصلوا عبر الإنترنت مع شخص غريب، فيما يستخدم 51% من المراهقين تطبيقاً واحداً على الأقل للتواصل الاجتماعي بشكل دوري، وقال 90% من المراهقين إنهم يستطيعون استخدام جهاز محمول باستمرار. وعلى الأهل متابعة أنشطة أطفالهم عبر الإنترنت وتحديد أوقات معينة لاستخدام الأجهزة ليتمكنوا من الموازنة وحماية خصوصية الأطفال.
4. تأمين الأجهزة
يرتبط أطفالنا في الغالب بواحد أو أكثر من أجهزتهم الرقمية، بداية من سنوات عمرهم الأولى حتى مرحلة الدراسة الثانوية، وهو أمر يحمل معه مخاطر ملموسة. علينا كآباء وأمهات أن نحمي أطفالنا عبر تأمين أجهزتهم، ويمكن لمستخدمي أجهزة أندرويد وضع رمز للمرور وتمكين خيار العثور على الجهاز لتحديد موقعه أو إقفاله في حال ضياعه، بالإضافة إلى تحديد رقم هاتف أو عنوان بريد إلكتروني يمكن استعماله للتحقق من المعلومات.
5. حماية الأجهزة المقدمة من المدرسة
يجب الحرص على تأمين الأجهزة المقدمة من المدارس من خلال وضع رموز سرية للمرور ومعرفة عناصر الموقع التي يتم تتبعها، والتأكد من فهم الطفل للأمان عبر الإنترنت. سيحاول الكثير من الأطفال والمراهقين التحايل على التدابير الأمنية على أجهزتهم، فكونوا يقظين لاستعمال البرمجيات الخاصة بذلك أو أساليب القرصنة وغيرها من الأساليب التي قد يستعملها الأطفال، والتي قد تفتح المجال أمام مخاطر أمنية أخرى.